الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
يقول الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (4) سورة الممتحنة
في الآية الكريمة عدة أمور:
1- براءة من الكفار.
2- براءة من الطواغيت التي يعبدها الكفار.
3- عداوة أبدية لا ترفع إلا بالإيمان بالله وحده.
هذا هو ملخص ملة إبراهيم عليه السلام ,وهذه الملة وصفها الله {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (125) سورة النساء
فقد وصفت بأنها أحسن دينًا، وأن تارك ملة إبراهيم من السفهاء قال تعالى {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ } (130) سورة البقرة.
ملة قائمة على:
توحيد الله, والكفر بالطاغوت, والبراءة من الشرك والمشركين مع العداوة الأبدية للطاغوت وعابديه.
يقول الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ” أصل دين الإسلام وقاعدته أمران:-
الأول:
الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له والتحريض على ذلك، والموالاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني:
الإنذار عن الشرك في عبادة الله والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه وتكفير من فعله.
فلا يتم مقام التوحيد إلا بهذا وهو دين الرسل القائم على الكفر بجميع الطواغيت والإيمان بالله وحده لا شريك له
كما قال تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ } (36) سورة النحل أ.هـ