إبراهيم باشا Admin
عدد المساهمات : 703 تاريخ التسجيل : 23/02/2013 الموقع : http://www.ansarsonna.com
| موضوع: الفتق أنواعه ، وطرق علاجه الأربعاء أبريل 16, 2014 9:07 pm | |
|
الفتق أنواعه ، وطرق علاجه
يمكن تعريف الفتق ( Hernia) بأنه :
بروز جزء من أحشاء البطن (وبخاصة الأمعاء الدقيقة) من فتحة ناشئة في تجويف (البريتون) الذي يحوى هذه الأحشاء،
ويحدث الفتق عادة نتيجة وجود نقطة ضعف في جدار البطن فتنتهز الأمعاء تلك الفرصة وتنساب من خلال هذه النقطة الضعيفة وتبرز تحت الجلد•
ومعروف أن البطن عبارة عن تجويف يحتوى على الأحشاء الممثلة في الأمعاء والكبد والطحال والمعدة والبنكرياس وكذلك الرحم والمبيضين عند الأنثى••
وهذه الأعضاء محاطة بغلاف رقيق يسمى (البريتون)،
فإذا وجدت نقطة ضعف في جدار البطن - لأي سبب من الأسباب - يحدث قطع أو ما نطلق عليه (فتق)، ويخرج منه جزء من هذه الأحشاء،
وهناك فتحات طبيعية في جدار البطن كما هو موجود بالمنطقة الإربية، (موضع اتصال أسفل البطن بالفخد) حيث تمر الأوعية الدموية والحبل المنوي من تجويف البطن إلى الفخذ أو الى الخصية،
كذلك هناك فتحة أخرى خلال الحجاب الحاجز حيث يمر المريء من تجويف الصدر إلى تجويف البطن ... إلخ
وهنا قد يحدث الفتق إذا خرج جزء من هذه الأحشاء من خلال إحدى هذه الفتحات الطبيعية•
ويظهر الفتق على هيئة انتفاخ تحت الجلد يزداد حجمه عند بذل أي جهد من شأنه أن يرفع الضغط داخل البطن مثل الوقوف أو السعال أو الصراخ أو الحزق... إلخ•••
وإذا حدث الفتق في السرة أو حولها سمى (فتقاً سُرياً Umbilical Hernia)،
وإذا حدث الفتق في المنطقة الواقعة بين أسفل البطن وكيس الخصية سمي (فتقاً إربياً) Lnguinal Hernia )،
وإذا حدث في جدار الحجاب الحاجز سمى (فتق الحجاب الحاجز Hernia Diaphragmatic )،
واذا حدث الفتق في أعلى الفخذ سمي (فتقاً فخذياً Femoral Hernia)
وهناك (الفتق الجراحي Incisional Hernia) هو الذي يحدث بعد عمليات فتح البطن وخصوصاً إذا تقيح الجرح•
ويتكون الفتق من الكيس البريتوني ومحتوياته، ويغطي الكيس أنسجة جدار البطن
أما محتويات الفتق قد تكون ناتجة من أي عضو من أحشاء البطن إلا أننا لا نجد داخل الكيس - في معظم الحالات - إلا الأمعاء الدقيقة•
يذكر أن الإصابة بالفتق لا تقتصر على أحشاء البطن كما قد يظن بعضنا، فقد يصاب العمود الفقري أو المخ أو الرئة أيضاً بهذا المرض•
أولاً: الفتق السُّري
يعد الفتق السُّري من الأمراض الجراحية الشائعة سواء عند الصغار أو عند الكبار•
ويشيع كثيراً في فترة الرضاعة، ويكثر بشكل خاص بين الأطفال الضعفاء البنية والمبتسرين•
وفي السنوات الأخيرة زادت نسبة حدوث الفتق السري حتى وصلت إلى أن 25 في المئة من المواليد يعانون من هذا الفتق في الشهر الأول، وهو منتشر عند الأولاد أكثر من البنات•
أسبابه:
لا يوجد سبب محدد يمكن أن يؤدي إلى حدوث الفتق السُري، ولكن ثمة بعض العوامل التي قد تؤدي مجتمعة إلى إصابة الطفل بالفتق السرُي أهمها:
* التهاب سرة المولود في الأيام الأولى بعد الولادة،
* أو إصابة الطفل بالإمساك المزمن،
* أو إصابة الطفل بالتهاب شُعبي أو رئوي وما يصاحبهما من سعال مستمر يؤدي إلى رفع الضغط داخل البطن ومن ثم إمكانية حدوث الفتق،
* وثمة نوع من الفتق السُّري يحدث نتيجة نقص خلقي في تكوين جدار البطن في منطقة السرة
وكذلك ضعف النسيج الضام الذي يسد فتحة السرة، ولذا نطلق عليه (الفتق السري الخلقي)
* كما أن ثمة أسباب وراثية تمثل 10 في المئة•
أعراضه:
يظهر الفتق السري عادة بعد سقوط بقية الحبل السري خلال أسبوع أو أسبوعين من الولادة
ويظهر على شكل بروز في منطقة السرة، في بادئ الأمر يظهر عندما يبكي الطفل وبعد مدة يكون ظاهراً حتى من دون بكاء،
ويزداد حجمه عند أي حزق وإذا ضغطت عليه الأم فإنه يختفي تماماً ليعاود الظهور من جديد عند الوقوف أو البكاء•
ويتراوح حجم الفتق بين حجم الزيتونة وحجم الليمونة او البرتقالة
ويحتوي الفتق في معظم الحالات على أجزاء من الأمعاء الدقيقة مما يسبب للطفل حال سوء هضم مزمنة•
العلاج والوقاية:
1- لا يسبب الفتق السري أي مضاعفات ولا يختنق لذلك فليس هناك داع للانزعاج من وجوده، وأكثر حالات الفتق صغيرة الحجم تشفى بلا جراحة•
2 - الاتجاه العالمي منذ سنوات هو ترك الفتق السري من دون استخدام أي وسيلة حتى السنة الأولى من عمر الطفل،
أما إذا اكتمل عمر الطفل سنتين والفتق بقي كما هو فيجب أن يتم إصلاح الفتق جراحياً،
مع ملاحظة أنه إذا كان حجم الفتق كبيراً من البداية أو أن حجمه يزداد باضطراد، فيجب عندئذ إصلاح الفتق جراحياً حتى قبل سن السنتين•
3- بعد إجراء عملية الفتق ننصح الأم بتجنب إصابة طفلها بالسعال أو بالإمساك مع سرعة علاجهما،
لأن السعال المستمر أو الإمساك المزمن يزيدان من الضغط داخل البطن مما يقلل من فرصة التئام جرح الفتق•
4 - الاهتمام بتنظيف السرة باستمرار بأي مطهِّر مثل (البيتادين) أو حتى بالماء والصابون سواء كان الطفل يعاني من الفتق أم لا، ولا داعي للخوف الزائد من الاقتراب من سرة المولود!!
5- لا داعي مطلقاً لسماع نصائح الأمهات بخصوص وضع قطعة من العملة فوق الفتق أو وضع حزام السرة... إلخ
فقد ثبت أن كل هذه الأشياء لا تفيد في علاج الفتق إطلاقاً، بل إن حزام فتق السرة مثلاً يؤدي إلى التهاب الجلد وتقيحه وخصوصاً في أثناء فصل الصيف، ويحدث ضموراً في منطقة الحوض ، ويقيد حركة الطفل ويجعله عصبياً،
ومن ناحية أخرى فإنه يرهق الأم نظراً لاستمرار خلعه لتنظيفه كلما تلوث ثم إعادة تركيبه بالطريقة الصحيحة•
ثانياً: الفتق الإربي
تعريفه:
هوعبارة عن قناة صغيرة تصل بين الغشاء المبطَّن لجدار البطن وبين الخصية،
ومن المفترض أن هذه القناة تقفل في الشهر الأخير من الحمل،
ولكن إذا ظلت مفتوحة حتى بعد الولادة أو نزول الجنين قبل موعد الولادة وقبل إغلاق هذه القناة، فإن هذه القناة تسمح بمرور جزء من الأمعاء إلى كيس الخصية (الصفن) ومن ثَم إلى حدوث الفتق الإربي•
و يعد الفتق الإربي من أشهر وأكثر العلميات شيوعاً في مجال جراحة الأطفال،
ولا غرو فهو يشكل نحو 20 في المئة من جراحات الأطفال، ويعاني منه نحو 4 في المئة من الرضع والأطفال كاملي النمو،
وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 25 في المئة عند الأطفال ناقصي النمو أو المبتسرين،
ويصيب الذكور غالباً بنسبة تصل إلى 90 في المئة ويحدث في الإناث بنسبة 10 في المئة،
وغالباً ما يحدث الفتق بالجهة اليمنى في 60 في المئة من الحالات وبالجهة اليسرى في 30 في المئة،
أما حدوثه في الجهتين فيظهر في 10 في المئة من الحالات،
وتزداد نسبة حدوثه بالجهتين عند الأطفال ناقصي النمو•
وقد ثبت في الدراسات الحديثة أن ابتداء ظهور الفتق الإربي أكثر ما يكون عند المولودين حديثاً وخلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة بنسبة تصل إلى 80 في المئة،
وأن أقل فترة يظهر فيها هي فترة الطفولة التي تبتدئ بالعام الثالث وتنتهي بالبلوغ•
أعراضه:
تتلخص أعراض الفتق الإربي في حدوث انتفاخ في المنطقة الإربية في أسفل البطن وقد يصل إلى كيس الخصية مع مرور الوقت،
وقد تسمع الأم أصوات (كركرة) أو (كركبة) عند نزول الأمعاء إلى كيس الفتق•
مضاعفاته:
من مضاعفات الفتق الإربي:
التهاب الفتق، عدم ارتجاع الفتق، انسداد الأمعاء داخل الفتق وهو من أهم عوامل انسداد الأمعاء عند الرضع،
أما أهم هذه المضاعفات وأخطرها فهو: اختناق الفتق، بمعنى أن الأمعاء لا تتمكن من العودة إلى مكانها الطبيعي داخل البطن، وبعد فترة قصيرة تنتفخ فيزداد الضغط عليها وسرعان ما يعجز الدم عن الوصول إليها فيؤدي ذلك إلى إصابة الأمعاء (بالغرغرينا) مع التهاب بريتوني مما يشكل مضاعفات خطيرة قد تُؤدي بحياة الطفل لا قدر اللّه•
العلاج:
العلاج الوحيد والأكيد للفتق الإربي هو (العلاج الجراحي) لإغلاق هذا الاتصال بين البطن والخصية،
ولا عجب ففي حالات الفتق السري يمكن تأخير العملية حتى السنة الثانية من عمر الطفل،
أما هنا ونظراً للمضاعفات الخطيرة والمتمثلة في اختناق الفتق فضلاً عن أن الفتق الإربي لا يختفي مطلقاً وهذاعكس الفتق السري،
فالعملية هنا واجبة وضرورية، وتجرى العملية تحت مخدر كلي بعمل شق جراحي في المنطقة الإربية
حيث يتم تشريح كيس الفتق بدقة وعناية من الحبل المنوي والأوعية الدموية المصاحبة له والشرايين المغذية للخصية حتى نهايته••
ويتم استئصال كيس الفتق من بدايته بعد رتقه، ثم تتم خياطة الجرح مرة أخرى،
وبعد ساعتين من إجراء العملية -التي لا تستمر أكثر من ربع ساعة - يبدأ الطفل في تناول غذائه الاعتيادي، ويخرج الطفل من المستشفى بعد أربع ساعات من العملية ويعود إلى حياته الطبيعية•
ثالثاً: فتق الحجاب الحاجز
الحجاب الحاجز:
هو العضلة الفاصلة بين تجويف الصدر حيث هناك الرئتان والقلب، وتجويف البطن حيث الأمعاء والكبد والمعدة والطحال، وهو العضلة الرئيسة للتنفس،
كما يمنع انتقال أي عضو من أحد التجويفين إلى التجويف الآخر•
وتوجد في الحجاب الحاجز ثلاث فتحات رئيسة، الأولى يمر فيها (المريء) قبل انتهائه في المعدة، والثانية يمر فيها الشريان الرئيس بالجسم وهو (الشريان الأورطى)، والثالثة يمر فيها الوريد الرئيس بالجسم وهو (الوريد الأجوف السلفي)•
أنواع فتق الحجاب الحاجز:
ثمة نوعان رئيسان من فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال:
النوع الأول:
ينشأ من وجود فتحة غير طبيعية للحجاب الحاجز حيث إن هذه العضلة تتكون من الجنين من أجزاء عدة تلتحم مع بعضها بعضاً،
وقد يتحدث أحياناً ألا يكتمل الالتحام وينتج من ذلك ثقب في الحجاب الحاجز تدخل من خلاله الأمعاء أو القولون أو الطحال إلى تجويف الصدر وتضغط على الرئة والقلب وتعرقل وظيفتها،
ويحدث هذا الفتق عادة عند الأطفال حديثي الولادة•
أعراضه:
يعاني الطفل بعد ولادته من ضيق في التنفس وزرقة في لونه وكذلك لون شفيته،
وعند فحصه قد يجد الطبيب أن القلب بالجهة اليمنى من الصدر بدلاً من مكانه الطبيعي في الجانب الأيسر من الصدر،
ومن أهم النصائح التي يمكن تقديمها في حالات الفتق الذي يعاني منه الطفل من ضيق التنفس والزرقة هو عدم إعطاء الأكسجين عن طريق المسالك التنفسية
لأن ذلك يؤدي إلى زيادة ضيق التنفس وبالتالي وفاة الطفل،
وهذه هي الحال الوحيدة في الطب التي يموت فيها الطفل من الأكسجين
ولكن إذا أردنا إنقاذ الطفل يجب وضع أنبوب بالقصبة الهوائية ليأخذ منها الطفل الأكسجين وذلك بواساطة الطبيب !
التشخيص:
يقوم الطبيب بعمل أشعة عادية على الصدر يظهر فيها الأمعاء وقد توجد في تجويف الصدر، ثم يطلب أشعة ملونة لتأكيد التشخيص•
العلاج:
يكون بالجراحة فوراً ••
حيث يتم إرجاع الأمعاء إلى مكانها الطبيعي وإصلاح الحجاب الحاجز،
وفي بعض الحالات تكون الفتحة غير كبيرة فتحتاج إلى ترقيع باستخدام أنسجة صناعية•
النوع الثاني:
وهو الذي تنزلق فيه المعدة إلى التجويف الصدري من الفتحة التي يفترض أن ينزل منها المريء إلى البطن،
ويؤدي ذلك إلى ارتجاع الوسائل والأغذية بعد الأكل•
الأعراض:
نجد الطفل في مثل هذه الحالات يعاني من قيء مستمر ومتكرر بعد الرضعات أو الأكل وارتجاع لمحتويات المعدية وخصوصاً عندماً ينام على ظهره
كما يعاني الطفل من تأخر في النمو ونقصان في الوزن مع التهابات شعبية متكررة•
التشخيص:
يستطيع الطبيب المعالج تشخيص الحال إكلينكياً،
وعادة ما يستعين بعمل أشعة ملونة بالباريوم بالمعدة والمريء
وتؤخذ صوراً في أوضاع متعددة أهمها الوضع المائل حيث يكون رأس الطفل إلى أسفل ورجلاه إلى أعلى لإظهار جزء المعدة المنزلق إلى أعلى،
كما قد يستعين الطبيب بمنظار ضوئي للمريء والمعدة إكمالاً للتشخيص•
العلاج:
يتم العلاج في هذه الحال ببعض الأدوية الخاصة مع ضبط النظام الغذائي في حال الأعراض الخفيفة،
أما في الحالات الشديدة وبخاصة التي تتميز بتأخر النمو ونقصان الوزن الشديد والالتهابات الشعبية المتكررة أو في حال فشل العلاج الدوائي، فإننا نحتاج إلى الجراحة التي يتم فيها إعادة المعدة إلى البطن، وإصلاح فتحة المريء الموجودة بالحجاب الحاجز
وكذلك إصلاح الزاوية بين المريء والمعدة لكي تعود إلى وظيفتها الطبيعية من دون حدوث ارتجاع الى المريء .
| |
|