منتدى جماعة أنصار السنة ببورسعيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى إسلامي على مذهب أهل السنة والجماعة
 
الرئيسيةصفحه1أحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Flag Counter
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» مطوية (عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ)
تربية الأبناء بالحب . Emptyالثلاثاء أبريل 27, 2021 4:52 pm من طرف عزمي ابراهيم عزيز

» مطوية (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ)
تربية الأبناء بالحب . Emptyالخميس يونيو 25, 2020 9:17 am من طرف عزمي ابراهيم عزيز

» مطوية (ذَلِكَ رَبُّ العالمين)
تربية الأبناء بالحب . Emptyالثلاثاء يونيو 23, 2020 12:47 pm من طرف عزمي ابراهيم عزيز

» مطوية (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ)
تربية الأبناء بالحب . Emptyالثلاثاء يونيو 23, 2020 8:24 am من طرف عزمي ابراهيم عزيز

»  كتاب . * غاية المريد في علم التجويد * المؤلف / عطية قابل نصر .
تربية الأبناء بالحب . Emptyالأحد مايو 07, 2017 10:16 pm من طرف إبراهيم باشا

» ** كن متفائلًا **
تربية الأبناء بالحب . Emptyالسبت مايو 06, 2017 9:06 pm من طرف إبراهيم باشا

» * ما تعريف التوحيد ؟ وما أنواعه ؟ * لفضيلة الشيخ / ابن عثيمين .
تربية الأبناء بالحب . Emptyالثلاثاء مايو 02, 2017 9:47 pm من طرف إبراهيم باشا

» * ماذا تفعل المرأة إذا طهرت بعد الفجر مباشرة ، هل تمسك وتصوم هذا اليوم ؟ * لفضيلة الشيخ / ابن عثيمين .
تربية الأبناء بالحب . Emptyالأحد أبريل 23, 2017 10:28 pm من طرف إبراهيم باشا

» نحو خطوات فاعلة للداعية المسلمة .
تربية الأبناء بالحب . Emptyالسبت أبريل 22, 2017 9:58 pm من طرف إبراهيم باشا


 

 تربية الأبناء بالحب .

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إبراهيم باشا
Admin
إبراهيم باشا


عدد المساهمات : 703
تاريخ التسجيل : 23/02/2013
الموقع : http://www.ansarsonna.com

تربية الأبناء بالحب . Empty
مُساهمةموضوع: تربية الأبناء بالحب .   تربية الأبناء بالحب . Emptyالأحد يوليو 10, 2016 10:47 pm








تربية الأبناء بالحب .





تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .



نقلًا عن / د. ميسرة طاهر .





بات شائعًا لدى الكثير منا أن ما نحمله من أفكار بشأن العلاقة مع أبنائنا ينبغي أن يحاكم وأن يوضع في الميزان ،



وهناك اتفاق على أنه ينبغي أن نعيد النظر في كثير من أشكال تربيتنا لأبنائنا ،

كما ينبغي أن نفكر جديًّا للحصول على إجابة سؤال مهم هو :

كيف ينبغي أن تكون هذه التربية ؟



فأنا مضطر في كثير من الأحيان لدراسة الواقع الذي أعيشه ، و أبحث بأسلوب علمي ؛ حتى أثبت أن أسلوبًا ما في التربية له نتائج ضارة .

وهناك قواعد كثيرة حددها الوحي ، قد انتبه إليها وقد لا انتبه .



والآن يمكن أن نطرح السؤال التالي :

هل نستطيع أن نربي بالحب ؟

وهو سؤال يترتب عليه جملة من الأسئلة أهمها :

ما الحب ؟

وكيف يولد في نفوس الناس ؟

وما أنواعه ؟

وما معيار الحب الحقيقي ؟
وهل للحب لغة ؟



نحن نعلم أن الناس جميعًا لديهم جملة من الحاجات العضوية كالحاجة إلى الطعام و الشراب و النوم و الراحة و الحاجة الجنسية ،، ولديهم أيضًا جملة من الحاجات النفسية : منها الحاجة إلى الحب .

و كِلا النوعين من الحاجات لابد من إشباعها حتى يشعر الفرد منا بالتوازن ؛ ذلك أن عدم إشباعها يجعلنا نحسُّ بفقدان التوازن أو اختلالها .



ولكن ما الفرق بين الحاجات العضوية والحاجات النفسية ؟

الفرق في نقطة مهمة "إن عدم إشباع معظم الحاجات العضوية يؤدي إلى الموت ، ولكن الحاجات النفسية ليست كالحاجات العضوية التي ذكرناها . فعدم إشباع الحاجات النفسية لايؤدي إلى الموت ولكنه يترك أثرًا خطيرًا على الشخصية ، يبدو هذا الأثر في سلوك الفرد ومقدار سعادته ، كما يبدو أثناء تعامله مع غيره "



فالحب إذًا .. عاطفة إنسانية تتمركز حول شخص أو شيء أو مكان أو فكرة ، وتسمى هذه العاطفة باسم مركزها ،

فهي تارة عاطفة حب الوطن حين تتمركز حول الوطن ،

وتارة أخرى عاطفة الأمومة حين تتمركز عاطفة الأم حول طفلها .. وهكذا .



كل ما فيه الحب فهو وحده الحياة ، ولو كان صغيرًا لا خطر له ، ولو كان خسيسًا لا قيمة له ، كأن الحبيب يتخذ في وجودنا صورة معنوية من القلب ، والقلب على صغره يخرج منه كل الدم ويعود إليه كل الدم .



والحب أيضًا حاجة نفسية تحتاج إلى إشباع باستمرار ،

فكيف تتكون هذه العاطفة التي بتكوينها عند الأم تشبع الحاجة للحب عند الطفل ؟
دعونا نقف عند حديث قدسي ، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: { وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا } .

في هذا الحديث القدسي عدة قواعد لابد لنا من الوقوف عندها :
أولًا: " حب الله لأداء عبده للفرائض "
ثانيًا: " النوافل طريقٌ لتقرب العبد إلى الله "
ثالثًا: " تقرب العبد إلى الله بالنوافل مدعاة لحب الله للعبد "

ومن نتائج حب الله للعبد ،، أن العبد يملك عنئذٍ جملة من وسائل التمييز فلا يرى ولا يسمع إلا ما يرضي الله ، ولا يمشي ولا يفعل إلا ما يرضي الله .

ويتمشى مع موضوعنا ، أن ما يقدمه العبد من أداءٍ للنوافل هو الطريق لمحبة الله تباركت أسماؤه .

بمعنى آخر : أن حب الله وهو الغني عن العباد هو نتيجة لما يقوم به العبد من أداءٍ للنوافل .



ويمكن صياغة هذه القاعدة بالآتي: [ إن العطاء طريق الحب ] .

والعطاء يقدمه العبد والحب من الرب .

مع أن الله تبارك وتعالى غنيٌ عن أداء كل العباد لفروضهم ناهيكم عن نوافلهم .

ولكنها قاعدة أراد الله _ وهو الأعلم _ أن يعلمنا إياها وهي: (( أن من يريد أن يكسب الحب فليبدأ هو بالعطاء )) ، أي فليقدم العطاء ،، عطاءٌ فوق المفروض عليه ،، عطاءٌ يتعدى الواجب أدائه لله ،

والنافلة هنا وهي عمل فوق المفروض كانت سببًا لمحبة الله .

وفي موقع آخر يؤكد رب العالمين على لسان من اقتدروا على الحب الحقيقي أن عطاءهم لوجه الله وليس ابتغاء مردود يحصلون عليه من الناس: { إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكُورًا } .

وإذا عدنا إلى علاقة الحب بين الأم وولدها ، لتبين لنا أن حب الأم وولدها مثل النوع الأول من الحب (الحب الحقيقي)

الحب الذي لا تبغي الأم من ورائه مردود أو نتيجة ، إنما هو حبٌ مغروس في أصل خلقتها ، إنه حبٌ فطري جُبلت عليه ولم تتعلمه ، وإن كان هذا الحب قد يفسد بسبب التربية غير السليمة للأم ، فيتحول إلى ما يمكن تسميته بحب كشف الحساب ، ذلك الحب الذي يتمركز حول من يقدمه وليس حول من يُقدَّم له وهو ما يمكن تسميته بالحب النرجسي .



إذًا الحب النرجسي هو حبٌ أناني ، حبٌ للذات وليس للآخر ، حبٌ يعتمد على الأخذ فيحيل صاحبه إلى فردٍ ذو شخصية دَوَّاميَّة تبتلع ما يحيط بها .

إن مَن كانت شخصيته ذو حبٍ نرجسي فإنه يريد أن يبتلع كل ما حوله ليصب في ذاته .

شخصية من هذا القبيل تحب غيرها .. نعم ، ولكن طالما أن الغير يحقق لها ما تريد ويشبع حاجاتها ورغباتها ويعظمها ويبجلها ويعطيها ،

وحين يتوقف الآخر عن العطاء ولو كان توقفًا بسيطًا أو يقصِّر ولو قليلًا .. يتوقف الحب مباشرةً .

و كِلا النوعين من الحب النرجسي والحقيقي فيهما عطاء ،

ولكن الحب الحقيقي عطاءٌ دائم ومستمر هدفه مصلحة المحبوب ، تمامًا كما تفعل الأم مع طفلها .

وفي الثاني أيضًا عطاء ولكنه عطاءٌ مشروط بجملة من الشروط ،

حبٌ فيه يتوقف المحب عن العطاء بمجرد توقف المحبوب عن الرد ،

حبٌ يدور حول ذات المحب وليس حول ذات المحبوب ،

حبٌ يجعل المحب يصدر كشف الحساب فورًا ودون تردد ، ويريه كَمْ ضحى من أجله وكم أعطاه وكم حرم نفسه من النعيم من أجله .

حبٌ يظهر كشفًا طويلًا من العطاء كما يُظهر كمًّا كبيرًا من الجحود من قِبلِ المحبوب ، حيث يعتمد عل إظهار المَّنِّ في العطاء من المُحب والجحود من المحبوب .



ودعونا نقرأ الحديثين التاليين لنتعرف أكثر على هذيْن النوعين ، ولنعرف هل حُبُّنا لأبنائنا حبٌ حقيقي أم نرجسي .

سمع أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( كَانَتْ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا ، فَقَالَتْ لِصَاحِبَتِهَا : إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ ، وَقَالَتِ الْأُخْرَى إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ ، فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى ، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَام فَأَخْبَرَتَاهُ ، فَقَالَ : ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا ، فَقَالَتِ الصُّغْرَى : لَا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَا ، فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى ) .

رواه البخاري .

لن نقف عند هذا الحديث كثيرًا ؛ لأنه واضح وضوح الشمس ، و أوضح ما فيه أن الأم الحقيقية وهي الصغرى رضيت أن يؤخذ ابنها منها طالما أنه سيبقى حيًّا سليمًا ، وذلك من شدة حبها له وخوفها عليه ولو أدى ذلك الإبعاد إلى حزنها الشديد .

لقد ضحَّت هذه الأم بوجود ابنها معها في سبيل مصلحته الكامنة في بقائه على قيد الحياة ، وهذا بالطبع ما تريده كل أم .



حب الأم في تسميته كالشجرة تغرس من عود ضعيف ثم لا تزال به الفصول و آثارها ، و لا تزال تتمكن بجذورها وتمتد بفروعها حتى تكتمل شجرة بعد أن تفني عِداد أوراقها ليالي وأيام .

هذا عن الحب الحقيقي .



أما الحب النرجسي فنرى مثلًا جليًّا له بسلوك فرعون مع موسى: (( قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ )) { الشعراء:18-22} .

والملاحظ أن فرعون استخدم أسلوب كشف الحساب حين قال لموسى: { (( قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } .

إن الحب الفرعوني حب نرجسي واضح المعالم ، حبٌ يعتمد على المَّنِّ و الأذى ،

وما أراد أن يقوله فرعون لابنه هو بالضبط ما يقوله الكثير من الآباء و الأمهات لأبنائهم حين يتوقف الأبناء عن السير في أطراف الدَّوَّامة . عندها نسمع كلامًا من قبيل .. " ألا تذكر مافعلته لك ؟"

"ألا تذكر أني حرمتُ نفسي من كثير من المزايا في سبيل تأمين ما تريده ؟"

"ألم أعطك من وقتي وعمري ؟"

"ياحسرتى على عمري وتربتي لك لو ربيتُ قطةً لكانت خيرًا منك ."



ليس بحبٍ إلا ما عرفته ارتقاءً شخصيًّا تعلو فيه الروح بين سماوين من البشرية وتبوح منها ، كالمصباح بين مرآتين يكون واحدًا فترى منه العين ثلاثة مصابيح ، فكأن الحب هو تعدد الروح في نفسها وفي محوبها .



ولنقرأ هذه الحادثة التي سطرتها لنا كتب التاريخ ..

" اشترى حكيم بن حزام زيد بن حارثة لعمته خديجة بنت خويلد فلما تزوج رسول الله بخديجة وهبته له فتبناه الرسول ، فخرج أبو زيد وعمه لفدائه فلما وصلا لمكة سألا عن النبي صلى الله عليه وسلم وذهبا إليه وخاطباه بلغة راقية جدًّا ، قالا : يا ابن عبد المطلب يا ابن سيد قومه ، أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون الأسير و تطعمون الجائع و تغيثون الملهوف وقد جئناك في ابن لنا عندك فامْنُن علينا بفدائه فإنا سندفع لك في الفداء ما تشاء .

قال رسول الله ومَن هو ؟ فقالا : زيد بن حارثة .

فقال عليه الصلاة والسلام : فهلَّا غير ذلك .

قالا: وما هو ؟

قال : أدعوه فأخيِّره فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني فما أنا بالذي اختار على من يختارني أحدًا .

فقالا : قد زدتنا على النصف و أحسنت .
فدعاه و قال له هل تعرف هؤلاء ؟

قال : نعم .

قال : من هذا ؟

قال : هذا أبي .

ومن هذا ؟

قال : هذا عمي .
فقال لزيد : فأنا مَن قد علمتَ فاخترني أو اخترهما . " ولم يقدم كشف حساب طويل. "

هذا الكلام مُهمٌّ أيها الإخوة و الأخوات ، مهم جدًّا ؛ لأنه يمثل مفتاح التربية بالحب.

قال زيد : ما أنا بالذي يختار عليك أحدًا ، أنت مني مكان الأب والعم.



الحب الصحيح ليس له فوق ، و لا يشبه مِن هذه الناحية إلا الإرادة الصحيحة ، فليس لها وراءٌ ولا يمين ولا شِمال ، وما هي إلا أمام أمام .





* إذا غضبنا على أولادنا هل ندعو عليهم أم لهم ؟

وهذا معيار من معايير الحب .

* الحب يكون من الإنسان وهو في أحلك حالات الضعف تمامًا كما يبدو والإنسان في أشد لحظات القوة .



إن من حق الجميع على أولادهم أن يبرُّوهم ، أي أن يردوا جميلهم وصنيعهم و إحسانهم بإحسان .

وإن لم يفعل ذلك الأبناء فقد خسروا خسرانًا كبيرًا .

ولكن لا ينبغي التوقف عن الإحسان إليهم إذا أساءوا أو أخطأوا إن كنا نحبهم حبًّا حقيقيًّا .



لقد عرفنا الآن أيها الأحبة أنواع الحب ، و أهمية الحب ، و معيار الحب ،

ويبقى شيءٌ واحد لابد من معرفته .. وهو لغة الحب .

فهل للحب لغة ؟

يقول الدكتور / ميسرة :

وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية .
1- كلمة الحب

2- نظرة الحب .

3- لقمة الحب .
4- لمسة الحب .

5- دثار الحب .

6- ضمة الحب .
7- قبلة الحب .

8- بسمة الحب .



الأولى : كلمة الحب .
كم كلمة حب نقولها لأبنائنا ( في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع ما لا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلَّا بضع مئات كلمة حسنة ) .

إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه ، وكأن الكلمة هي ريشة رسَّام إمَّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة .

فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمَّا أن تكون خيِّرة وإلَّا فلا .

بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه ( حط من القيمة ، تشنيع ، استهزاء بخلقة الله )

ونتج عن هذا لدى الأبناء [ انطواء ، عدوانية ، مخاوف ، عدم ثقة بالنفس ] .



الثانية : نظرة الحب .
اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة ( أحبك يافلان ) 3 أو 5 أو 10 مرات ،

فإذا وجدت استهجان واستغراب من ابنك وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك: { اشتقت لك يافلان } ؛

فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية .



الثالثة : لقمة الحب .
لا تتم هذه الوسيلة إلَّا والأسرة مجتمعون على سفرة واحدة

[ نصيحة .. على الأسرة ألَّا يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز ؛ حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر . ]

وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم .

[ مع ملاحظة أن المراهقين ومَن هُم في سن الخامس والسادس الابتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير مقبول]

فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه ،

وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض (ولدي والله اشتهي أن أضع لك هذه اللقمة ، هذا عربون حب ياحبيبي)

بعد هذا سيقْبلها .



الرابعة : لمسة الحب .
يقول د. ميسرة :

أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس .

ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين ، يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على الكتف الأيمن) .



ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله } .



وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات .

فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين ؛ لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه فإني سأضطر لرفع صوتي [ ورفعة الصوت ستنفره مني ]

وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكرًا ، أمَّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها ، وأمسك يدها بحنان .

ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و الأمن والرحمة ،ويقول الأب أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه.



الخامسة : دثار الحب .
ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة ..

إذا نام الابن فتعال إليه أيها الأب وقبله وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عين وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلًا : ( أنت جيت يا بابا ) ؟
فقل له : ( أيوه جيت يا حبيبي ) وغطيه بلحافه .

في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام ، وسيترسخ هذا المشهد في عقله ، وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل .

بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء .. يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا .



السادسة : ضمة الحب .
لا تبخلوا على أولادكم بهذه الضمة ، فالحاجة إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء ، كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجًا له .



السابعة : قُبلة الحب .
قَبَّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيْه إمَّا الحسن أو الحسين ، فرآه الأقرع بن حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟ والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحدًا منهم .

فقال له رسول الله: أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك .

أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة ،

نعم .. الرحمة التي ركَّز عليها القرآن ، وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد ،

وحينما تُفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنا أفرادًا أو دعاة لمعتقد وهو الإسلام .



السابعة : بسمة الحب .

هذه وسائل الحب مَن يمارسها يكسب محبة مَن يتعامل معهم .

وبعض الآباء و الأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا ( إحنا ما تعودنا )

سبحان الله .. وهل ما اعتدنا عليه هو قرآن منزل لا نغيِّره ؟

وهذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب ،

فإذا أردنا أن يبرنا أبناءنا فلنبرهم ولنَحْنُوا إليهم ،

مع العلم أن الحب ليس التغاضي عن الأخطاء .

















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ansarsonna.com
 
تربية الأبناء بالحب .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بعض أساليب تربية الأبناء . د/ ليلى الجريبة
» دور المنزل في تربية الطفل المسلم
» المكافآت والعقوبات تجاه تربية الأطفال
»  ما حكم وضع الأموال بالبريد ؟ وماذا يفعل الأبناء الذي ينفق عليهم أباهم من هذه الفوائد ؟ فضيلة الشيخ العلامة المحدث / أبي إسحاق الحويني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جماعة أنصار السنة ببورسعيد :: روضة الاخوات :: واحات المرأة المسلمة :: البيت السعيد-
انتقل الى: