أخطاء المؤذن والإمام في التكبير في الأذان والصلاة ( الجزء الأول )

أخطاء المؤذن والإمام في التكبير في الأذان والصلاة
( الجزء الأول )



تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال / إبراهيم باشا

هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض  المؤذنون والأئمة في التكبير في الأذان والصلاة
أردت أن أنبه على بعضها


فمن هذه الأخطاء :
1_  ما يقوله المؤذنون قبل أذان الفجر , من أشعار وقصائد ومدائح نبوية
( وهو ما يسمى تواشيح):

من الأخطاء أنَّ المؤذنين في زماننا يقومون بإنشاد الأشعار والقصائد , والمدائح النبوية قبل أذان الفجر وغيره من الصلوات

وليس معهم في ذلك سنة , بل هذا شيء محدث.


والمؤذنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أذَّنوا سنوات عديدة فلم يقولوا شيئًا من ذلك ,


والأذان له ألفاظ محددة لا ينقص منها , ولا يزاد عليها ,

ومن يفعل ذلك فهو مبتدع كما نُصَّ على ذلك.


سئل الإمام مالك عن إنشاد الأشعار بالصوامع كما يفعله المؤذنون اليوم في الدعاء بالأسحار،

فأجاب: " بأن ذلك بدعة مضافة إلى بدعة ,
لأن الدعاء بالصوامع  بدعة ،
وإنشاد الشعر والقصائد بدعة أخرى
إذ لم يكن ذلك في زمن السلف المقتدى بهم " .


قال ابن الجوزي: " وقد رأينا من يقوم بالليل كثيرًا على المنارة فيعظ ويذكر ,

ومنهم من يقرأ سورًا من القرآن بصوت مرتفع فيمنع الناس من نومهم ويخلط على المتهجدين قراءتهم ,
وكل ذلك من المنكرات " .


قال الشيخ الألباني رحمه الله : " من النماذج التي يمكنني أن أستحضرها الآن..مثلاً :

أن أحد المؤذنين في المدينة المنورة كان يؤذن والناس يعرفون أنه يؤذن ,

فبدا له مرة أنه إذا صعد فوق ظهر المسجد للأذان أن يتنحنح فقط لا يتكلم ولا يلفظ نشيدًا , وإنما كل ما أحدثه أنه تنحنح ,

فسمع مالك منه مرة , مرتين , ثلاثة , حتى تأكد أن هذا التنحنح ليس لأمر عارض منه , وإنما هذا خطة مرسومة ,

فأرسل إليه وسأله عن هذا فقال: أفعل ذلك بين يدي الأذان تهيئة لإيقاظ الناس فنهاه عن ذلك ,

وقال: إنه لم يكن من الأمر الأول , مجرد النحنحة

فلو كان الإمام مالك في زماننا لسمع المقدمات والمؤخرات بين يدي الأذان ,

فماذا كان يقول لهم " .


قال الإمام مالك : " لن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها".


قلت : وكان من الصحابة من هم أحسن الناس أصواتًا مثل : أبي موسى الأشعري ,

فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم له ذات يوم وشِّح لنا يا أبا موسى ,


فلو أمره النبي بذلك لفعله ,
ولو فعله لنُقل إلينا ,
فلما لم ينقل دل ذلك على أنه لم يفعل.



والقاعدة تقول:
إذا كان الشيء له مقتضى ودعت إليه الحاجة والضرورة
وكان بالإمكان فعله , ولم يفعل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع إمكان فعله فلا يُفعل الآن.


ومن الأخطاء أيضًا :
2 _ قراءة القرآن عبر مكبرات الصوت قبل صلاة الفجر:


ومن الأخطاء: قراءة القرآن عبر مكبرات الصوت قبل صلاه الفجر ,

ويحتجون على ذلك بقوله تعالى: ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا ) [الاسراء/78]


وهذا الاستدلال خاطئ ليس في محله ,

وهو من باب لوي أعناق الأدلة بما يوافق هواهم ,

ولو تحاكمنا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدنا فيها جوابًا شافيًا يقطع حججهم ويخرس ألسنتهم ,

قول من لا ينطق عن الهوى أولى لنا من أن نلوي النصوص ونوجهها توجيهًا يخرج بنا عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.


ففي البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

" يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار , ويجتمعون في صلاة الفجر , وصلاة العصر , ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم _ وهو أعلم بهم_ : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون " [البخاري ومسلم].


وفي "الصحيحين" أيضًا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

" تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءًا , و تجتمع ملائكة الليل ملائكة النهار في صلاة الفجر " ,

ثم يقول أبو هريرة : فاقرأوا إن شئتم : ( إن قرآن الفجر كان مشهودًا ) [البخاري ومسلم].


فقد فسر بعض أهل العلم هذه الآية :
بأن قرآن الفجر تشهده ملائكة الليل والنهار,

ورد بذلك حديث إسناده صحيح أخرجه الترمذي(3135) من حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا )

قال : " تشهده ملائكة الليل والنهار " .
وجه الدلالة يمثل شيئين :

الأول: أن القرآن المشهود هو القرآن الذي يقرأه الإمام في صلاة الفجر.

الثاني: الذي يشهد القرآن في صلاة الفجر هم الملائكة ,
لأن الحديث محمول على أنهم شهدوا الصلاة مع من صلاها في أول وقتها , وشهدوا من دخل فيها بعد ذلك , ومن شرع في أسباب ذلك .


قال ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" :
" وكان يطيل صلاة الصبح أكثر من سائر الصلوات ,
وهذا لأن قرآن الفجر مشهود يشهده الله تعالى , وملائكته ,

وقيل: يشهده ملائكة الليل والنهار ".


ومن الأخطاء أيضاً
3_  إفراد التكبير في الأذان:

ومن الأخطاء : إفراد التكبير , فيقول: الله أكبر.  ويقف ، ثم يقول: الله أكبر. ويقف ، ثم يقول:  الله أكبر. ويقف ، ثم يقول: الله أكبر.

لكن الذي يظهر لي من الأحاديث أنه يوصل التكبير كأن يقول : "الله أكبر الله أكبر " في نفس واحد , ثم يقول: " الله أكبر الله أكبر" في نفس واحد أيضًا.

أخرج مسلم من حديث أنس بن مالك , قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغير إذا طلع الفجر ، وكان يستمع الأذان

فإن سمع أذانًا أمسك ، وإلا أغار ،

فسمع رجلاً يقول : الله أكبر الله أكبر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : على الفطرة ،

ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ،

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : خرجت من النار
فنظروا فإذا راعي معزى


قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( على الفطرة ) أي على الإسلام ،

وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( خرجت من النار ) أي بالتوحيد ،

وقوله : ( فإذا هو راعي معزى ) احتج به في أن الأذان مشروع للمنفرد ،



وفي الحديث دليل يمنع الإغارة على أن الأذان على أهل ذلك الموضع ، فإنه دليل على إسلامهم ،

وفيه أن النطق بالشهادتين يكون إسلامًا ، وإن لم يكن باستدعاء ذلك منه ،

وهذا هو الصواب


وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر،
ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله،
ثم قال: أشهد أن محمدًا رسول الله قال: أشهد أن محمدًا رسول الله،
ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله،
ثم قال: حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله،
ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر،
ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة "
[ رواه مسلم ].


الشاهد من هذين الحديثين أن يقول "الله أكبر الله أكبر " في نفس واحد.



قال الإمام النووي رحمه الله : " قال أصحابنا يستحب للمؤذن أن يقول : كل تكبيرتين بنفس واحد ,

فيقول في أول الأذان " الله أكبر الله أكبر " بنفس واحد ,
ثم يقول: " الله أكبر الله أكبر" بنفس آخر ,
والله أعلم " .


ثم قال الحافظ ابن حجر في ( الفتح ) :
" وهذا إنما يتأتى في أول الأذان , لا في التكبير الذي في آخره".

وصفوة القول: أن المؤذن إذا أذَّن يقول : "الله أكبر الله أكبر" في نفس واحد .
والله اعلم .



4_   إدخال همزة الاستفهام على لفظ الجلالة "الله"
أو إدخال همزة الاستفهام على لفظ "أكبر":


ومن أغلاط بعض الأئمة والمؤذنين : إدخال همزة الاستفهام على لفظ الجلالة , فيقولون : " آلله اكبر" ,

وهذا كفر لفظي ,

أو إدخال همزة الاستفهام على لفظ "الله أكبر" , فيقولون "آكبر"

فيكون " آكبر" خبر لمبتدأ محذوف تقديره : أهو أكبر؟

وهذا كفر أيضًا.


ومن الأخطاء أيضًا :
5_   إدخال ألف بعد الباء وقبل الراء في لفظ "أكبر" :

ومن أغلاط بعضهم: إدخال ألف بعد الباء وقبل الراء , فيقولون : " أكبار"


قال النووي في الأذكار:
" وليحرص على تصحيح التكبير ، فلا يمد في غير موضعه ، فإن مد الهمزة من " الله " ، أو أشبع فتحة الباء من " أكبر " بحيث صارت على لفظ " أكبار " لم تصح صلاته.

لأنه يحرف المعنى، بحيث يكون جمع (كبر) وهو الطبل، كما نص على ذلك أهل العلم،

فالواجب أن يمنع من الأذان، ويلتمس غيره ممن يحسن التكبير.

وأما حكم الصلاة خلفه فصحيحة؛ لأن الأذان ليس شرطًا في صحة الصلاة،

إلا إن كان يقول في افتتاح الصلاة "الله أكبار"، فهذا لا تنعقد صلاته كما سبق.


وعليه، فليس للمأموم أن ينويَ الاقتداء به؛ لأنه لم تنعقد صلاته أصلًا، وأما إن تابعه، ولم يعلم بأن صلاته لم تنعقد, فإن الصلاة تصح في أصح قولي العلماء،

قال البهوتي في الزاد: ولا تصح خلف محدث, ولا متنجس يعلم ذلك,

فإن جهل هو والمأموم حتى انقضت صحت لمأموم وحده.


قال النووي: المذهب الصحيح المشهور: أنه يستحب أن يأتي بتكبيرة الإحرام بسرعة لا يمدها .

ونقل عن الإمام الشافعي قوله : يرفع صوته بالتكبير ويمده من غير تمطيط ولا تحريف .

وقال أصحابه: أراد بالتمطيط : المد

وبالتحريف: إسقاط بعض الحروف كالراء من "أكبر".


قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : " ثم يقول , وهو قائم مع القدرة " الله أكبر" لا يجزئه غيرها ,

والحكمة في افتتاحها بذلك ليستحضر عظمة من يقوم بين يديه فيخشع

فإن مدّ همزة " الله" أو " أكبر" أو قال: " إكبار" لم تنعقد".


ومن الأخطاء أيضًا :
6_  حذف هاء من لفظ الجلالة وإبدال همزة أكبر
وتمطيط "الله أكبر" في تكبيرات الانتقال

ومن الأغلاط أيضًا : حذف هاء من لفظ الجلالة وإبدال همزة أكبر
كقولهم : " اللاو آكبر"!!

وتمطيط "الله أكبر" في تكبيرات الانتقال يفوِّت سنة هجرها كثير من الناس هذه الأيام خصوصًا الأئمة منهم.

عن أبي هريرة مرفوعًا: " كان إذا أراد أن يسجد كبّر ثم سجد , وإذا قام من القعدة كبّر , ثم قام "

نص الحديث صريح في أن السنة التكبير , ثم السجود ,
وإنه يكبر وهو قاعد , ثم ينهض,

ففيه إبطال لما يفعله بعض المقلّدين من مدّ التكبير من القعود إلى القيام.


قال ابن حزم: " لا يحل للإمام البتة أن يطيل التكبير , بل يسرع فيه
فلا يركع ولا يسجد , ولا يقوم ولا يقعد إلا وقد أتم التكبير ".

ثم قال: " وبهذه يقول أبو حنيفة , وأحمد , والشافعي , وداود وأصحابهم " .

ومن الأخطاء أيضًا :
7_  إشباع الضمة في هاء لفظ الجلالة ،
وجعل الكاف في "أكبر" جيمًا :


ومن الأخطاء التي يقع فيها المؤذنون والأئمة والمصلون إشباع الضمة في هاء لفظ الجلالة حتى تظهر واوًا " الله أكبر" ,
فيقولون: " الله و أكبر" ,


ومنهم من يجعل الكاف في "أكبر" جيمًا , فيقولون : " الله أجبر" .


ومن الأخطاء أيضًا :
8_  التلحين والتغني في الأذان:

قال صاحب " الإبداع في مضار الابتداع" : ومن البدع المكروهة تحريمًا التلحين في الأذان

وهوالتطريب أي التغني به بحيث يؤدي إلى تغيير كلمات الأذان وكيفياتها بالحركات والسكنات ,

ونقص بعض حروفها أو زيادة فيها محافظة على توقيع الألحان , فهذا لا يحل إجماعًا في الأذان ,

كما لا يحل في قراءة القرآن , ولا يحل أيضًا سماعه ,

لأن فيه تشبها بفعل الفسقة في حال فسقهم , فإنهم يترنمون وخروجًا عن المعروف شرعًا في الأذان والقرآن".

قال صاحب" السنن والمبتدعات" : والتمطيط والتغني بالأذان بدعة"


فائدة:
نقل الحافظ ابن حجر في التلخيص , عن ابن المنذر قول: أجمع كل من يحفظ عنه العلم , أن السنة أن يؤذن المؤذن قائمًا


ومن الأخطاء أيضًا:
9_  الأذان عن طريق المسجلات:

قد اشتهر في عدد من البلاد الإسلامية مسألة الاذان الموحد ,

وهذا شيء محدث وفيه نوع مخالفة.

أولاً : لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم ,

فكان المؤذنون يؤذنون على عهده مثل : بلال , وابن أم مكتوم , وأبي محذورة .


ثانيًا : لقوله صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث :
" فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم" [متفق عليه].


ثالثًا : فيه نوع حرمان للحاضرين من الأذان , ومن ثم حرمان الأجر المترتب على الأذان .

ومن ذلك شهادة الإنس والجن وكل من سمعه إلى يوم القيامة.


رابعًا : لم يجر على ذلك عمل المسلمين.


ومن الأخطاء أيضًا :
10_  زيادة لفظ " سيدنا " في الأذان والإقامة:

ومن الأخطاء: زيادة لفظ "سيدنا" في الأذان والإقامة بدعوى أنهم يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعظمونه ,

لكنهم لا يعلمون أن ألفاظ الأذان والإقامة مأثورة متعبد بها , رويت بالتواتر خلفًا عن سلف في كتب الحديث الصحاح ,
ولم يأت أحد قط بلفظة : "سيدنا" في الأذان

وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل في الاقتصار على الوارد فقط ,

وليس تعظيمه صلى الله عليه وسلم بزيادة ألفاظ في عبارات مشروعة لم يسنها هو _ صلى الله عليه وسلم _  , ولم يستحبها خلفاؤه الراشدون,

وقد أذن بلال , وابن أم مكتوم , وغيرهما سنوات عديدة بالوارد فقط ,

مع أنهم كانوا أشد الناس حبًا وتعظيمًا وتوقيرًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .


والثابت فقط كما في حديث أبي محذورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه هذا الأذان وفيه:
" أشهد أن محمدًا رسول الله , أشهد أن محمدًا رسول الله" [مسلم] .


وفي حديث عمر بن الخطاب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قال المؤذن : أشهد أن محمدًا رسول الله , قال: أشهد أن محمدًا رسول الله " [مسلم]

في هذين الحديثين , النبي يعلم أصحابه ,

ففي الحديث الأول يعلم أبا محذورة كيف يؤذن,

وفي الحديث الثاني يعلم عمر ماذا يقول خلف المؤذن إذا سمع الأذان ,

وهذا يعد تفسيرًا عمليًا لحديث عمرو بن العاص , أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول" [مسلم].


قال القاسمي في "إصلاح المساجد" :
زيادة لفظ "سيدنا" في ألفاظ إقامة الصلاة , رأيت أيام رحلتي إلى بيت المقدس من يقيم الصلاة , وأحيانًا يؤم بالقوم فيزيد لفظ "سيدنا" في قوله: " أشهد أن محمدًا رسول الله "

فقلت له بعد الصلاة : لم تزيد هذه اللفظة , وهي "سيدنا" ليست مشروعة في الإقامة؟

فقال لي: هذه مسالة كان وقع فيها نزاع بين علماء القدس ويافا ( يعني أحدثها مبتدع)

فمن قائل : ينبغي الاقتصار في ألفاظ الأذان والإقامة على الوارد دون زيادة ,

ومن قائل : تستحب زيادة "سيدنا" عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ,

قال: ثم اشتد النزاع وتراسلوا وكاد الأمر يفضي إلى تجاوز الحد ,

والآن نحن نقولها اتباعًا لمن استحبها وقطعًا للقاله فيها ,

فقلت يا أخي: إن ألفاظ الأذانين مأثور متعبد بها , رويت بالتواتر خلفًا عن سلف في كتب الحديث الصحاح والحسان , والمسانيد , والمعاجم ,
ولم يرو أحد قط استحباب هذه الزيادة عن صحابي ولا تابعي , بل ولا فقيه من فقهاء الأئمة , ولا أتباعهم وهذه كتبهم بين أيديكم وأنتم تقلدونهم ولا تخالفونهم ,

فما هذا الابتداع ؟! وليس تعظيمه صلى الله عليه وسلم بزيادة ألفاظ في عبارات مشروعة لم يسنها هو ، ولم يستحبها خلفاؤه الراشدون مما يرضاه صلى الله عليه وسلم ,
لأن لكل مقام مقالا".


ومن الأخطاء أيضًا :
11_  ترك الترجيع في الأذان:

كثير من المؤذنين يقصّرون في الترجيع في الأذان , وصورته فيما أخرجه مسلم في "صحيحه"
عن أبي محذورة : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم علمه هذا الأذان :
أشهد أن لا إله إلا الله , أشهد أن لا إله إلا الله .
أشهد أن محمدًا رسول الله ,أشهد أن محمدًا رسول الله ,

ثم يعود فيقول : أشهد أن لا إله إلا الله , أشهد أن لا إله إلا الله .
أشهد أن محمدًا رسول الله , أشهد أن محمدًا رسول الله .." [مسلم].


في هذا الحديث حجة بينة ودلالة واضحة لمذهب مالك , والشافعي , وأحمد , وجمهور العلماء
أن الترجيع في الأذان ثابت مشروع ,
وهو العود إلى الشهادتين مرتين برفع الصوت بعد قولها مرتين بخفض الصوت ..

وحجة الجمهور هذا الحديث الصحيح.
أفاده النووي في شرح مسلم.


ومن الأخطاء أيضًا:
12_  إسقاط الهاء من لفظة "الصلاة" والحاء من "الفلاح" :

كأن يقول المؤذن مثلاً : " حي على الصلاة " دون الهاء ،
و يقول : " حي على الفلاح " دون "حاء".

قال ابن مرزوق : " ومنها إسقاط الهاء من الصلاة , وكذا إسقاط حاء من الفلاح وما يدعوهم لهذا إلا الجهل" .



عزيزي القارئ لمتابعة استكمال الجزء الباقي من هذا المقال برجاء الضغط على الرابط التالي :

اضغط هنا