إبراهيم باشا Admin
عدد المساهمات : 703 تاريخ التسجيل : 23/02/2013 الموقع : http://www.ansarsonna.com
| موضوع: نبذة عن حياة عثمان بن عفان رضي الله عنه ذي النورين وثالث الخلفاء الراشدين الثلاثاء ديسمبر 02, 2014 8:09 pm | |
|
نبذة عن حياة عثمان بن عفان رضي الله عنه
ذي النورين
وثالث الخلفاء الراشدين
عثمان بن عفان ذو النورين
هو: « عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ، وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ».
ويلتقي نسبه بنسب الرسول محمد في عبد مناف.
أمه : « أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ».
وهي ابنة عمة النبي محمد، فأمها هي البيضاء بنت عبد المطلب
وهو أحد المبشرين بالجنة ، ورابع من دخل فى الإسلام .
وهو الذي أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأثبت له الشهادة ، كما في صحيح البخاري : (( صعد النبي صلى الله عليه وسلم أُحُدًا ، ومعه أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، فرجف فقال : أثبت أحد ، فليس عليك إلا نبي وصِدِّيق وشهيدان )) . ( يقول الراوي : أظنه ضربه برجله )
وفي صحيح مسلم أن سعيد بن العاص أخبر أن عائشة ـ رضي اللَّه عنها ـ وعثمان حدثاه : أن أبا بكر استأذن النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة فأذن له وهو كذلك ، فقضى إليه حاجته ، ثم انصرف. ثم استأذن عمر فأذن له، وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف. ثم استأذن عليه عثمان فجلس وقال لعائشة: (اجمعي عليك ثيابك) فقضى إليه حاجته، ثم انصرف. قالت عائشة: يا رسول اللَّه لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان! قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ: (إن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال لا يُبلغ إليّ حاجته) .
وقال الليث: قال جماعة من الناس: (ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة) رواه مسلم ، وأحمد .
أسلم عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في أول الإسلام قبل دخول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دار الأرقم ، وكان عمره قد تجاوز الثلاثين ،
فقد دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم ، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له : ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل ، هذه الأوثان التي يعبدها قومك ، أليست حجارة صماء لا تسمع ، ولا تبصر ، ولا تضر ، ولا تنفع ؟ فقال: بلى، واللَّه إنها كذلك ، قال أبو بكر: هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه الله برسالته إلى جميع خلقه ، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه ؟ فقال: نعم.
وفي الحال مرَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : ( يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه ). قال : فوالله ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت ، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له ، وأن محمد رسول عبده ورسوله ، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية .
وكان يقال: أحسن زوجين رآهما إنسان ، رقية وعثمان. فكان زواج عثمان لرقية بعد النبوة لا قبلها
وكان رضي الله عنه يُكَنَّى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ،
حيث تزوج من رقية ثم بعد وفاتها تزوج من أم كلثوم.
فقد زوَّجَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته رقية ، وهاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة .
ولم يشهد ـ رضي الله عنه ـ بدرًا ؛ لأن زوجته رقية كانت فى مرض الوفاة ، فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالإقامة عندها ، وضرب له بسهمه ، فصار كمن شهد بدرًا .
وله من رقية ـ رضي الله عنه ـ ( عبد الله ) ، الذى عاش ست سنوات ثم مات ،
ثم زَوَّجَهُ الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها بابنته الثانية أم كلثوم ،
فلما توفيت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن لنا ثالثة لزوجناك .
وهو أحد الستة الذين توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو عنهم راضٍ،
وقال عن نفسه قبل قتله: " والله ما زنيت في جاهلية وإسلام قط ".
وكان عثمان رضي الله عنه جميلًا وكان ربعة ـ لا بالقصير ولا بالطويل ـ حسن الوجه ، رقيق البشرة ، كبير اللحية ، أسمر اللون ، كثير الشعر ، ضخم الكراديس [الكراديس: جمع كردوسة، كل عظمين التقيا في مفصل، وقيل رؤوس العظام]، بعيد ما بين المنكبين، له جُمَّة [جُمَّة: مجتمع شعر الرأس، إذا تدلَّى من الرأس إلى شحمة الأذن، القاموس المحيط، مادة: جمَّ] أسفل من أذنيه، جذل الساقين، طويل الذراعين، شعره قد كسا ذراعيه. وكان يصفر لحيته ويشد أسنانه بالذهب . ابن كثير، البداية والنهاية .
وكان ـ رضي اللَّه عنه ـ أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمور لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته، وكان شديد الحياء، ومن كبار التجار.
لا يوقظ نائمًا من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه،
وكان يصوم الدهر ، ويلي وضوء الليل بنفسه. فقيل له: لو أمرت بعض الخدم فكفوك، فقال: لا، الليل لهم يستريحون فيه. وكان ليَّن العريكة، كثير الإحسان والحلم. قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ: ( أصدق أمتي حياءً عثمان ) رواه ابن ماجه ، وأحمد .
خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه
24 ــ 35 هـ
تولى عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة بعد دفن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاثة أيام ، في محرم سنة 24 للهجرة ، وذلك بإجماع المسلمين عليه .
روى البخاري في صحيحه عن المسور بن مخرمة: " أن الرهط الذين ولاهم عمر في انتخاب خليفة للمسلمين، وهم الستة المشهورون من بين الصحابة بالفضل المشهود لهم بالجنة، والذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راضٍ: عبد الرحمن بن عوف، وعثمان، وعلي، والزبير، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهم، وهم أهل الشورى؛ فرجع أمر هؤلاء الستة إلى عبد الرحمن بن عوف بموافقتهم كلهم على أن يختار من إليه تميل رغبة الناس أن يكون خليفة للمسلمين، ويخضع لشروط الخلافة؛ فرأى عبد الرحمن أن الناس أو أغلبهم يختارون عثمان، فتمت لعثمان الخلافة، فبايعه المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد الحاضرون بالمدينة، ولم يتخلف عن مبايعته أحد؛ فاستقبل خلافته عام أربع وعشرين من الهجرة بمستهل شهر محرم، رضي الله عنه.
فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجبًا هو مولاه وكاتبًا هو مروان بن الحكم
ومن خُطبته يوم استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال أمّا بعد ، فإنَّ الله بعث محمدًا بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله ، وهاجرت الهجرتين ، وبايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والله ما غششْتُهُ ولا عصيتُه حتى توفاه الله ، ثم أبا بكر مثله ، ثم عمر كذلك ، ثم استُخْلفتُ ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم ؟!)
وفي عام توليه ـ رضي الله عنه ـ الخلافة ، فتح من حصون الروم حصونًا كثيرة ،
وفي سنة 26 هـ ، زاد في المسجد الحرام ، ووسَّعَه ، واشترى أماكن للزيادة ،
وفي هذه السنة فُتحت بعض الفتوحات ،
وفي سنة 27 هـ ، غزا قبرص ، وفيها فُتحت إفريقيا ، ففُتحت سهلاً وجبلاً . وفيها فُتحت الأندلس ،
وفي سنة 29 فُتحت بعض الفتوحات ، وزاد عثمان رضي الله عنه في المسجد الحرام ، ووسَّعه ، وبناه بالحجارة المنقرشة ، وجعل عمده من حجارة ، وسقفه بالساج ،
وفي سنة 30 هـ ، فتحت بلاد كثيرة من أرض خراسان ، وفتحت نيسابور ، ومرو ، وفتحت بلاد واسعة ،
وفيها كلف بعض الصحابة بتدقيق المصحف وفق النسخة التى جمعت فى عهد أبى بكر ، وكتبت نسخة موحدة مدققة وأرسلت نسخ منها للأمصار ،
عاشت المدينة ـ والبلاد الإسلامية الأخرى ـ ست سنوات من خلافته فى سعة وطمأنينة ،
وكتائب الجهاد تفتح البلاد والخيرات تفد على المدينة والناس يشتغلون بالعلم وبأمور حياتهم اليومية وتتسع المدينة فتصل إلى جبل سلع والقبلتين وقباء ويبدأ البناء على وادى العقيق ويتفقد عثمان أحوال السوق بنفسه .
ومضت السنوات الست فى حياة أهل المدينة هادئة وادعة ، وعثمان يسع الناس بحلمه فى أمورهم الدنيوية ويقف بالمرصاد لأى انتهاك للحرمات ويقيم الحدود وانتشر الثراء بين عدد من أهل المدينة .
فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ، ثم خو وفارس الآخرة ثم طبرستان ودرُبُجرْد وكرمان وسجستان ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن ، وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين
وقد افتتحت فى أيامه أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص .
وأتم جمع القرآن الكريم فنسخ المصحف الذى جمعه أبو بكر الصديق وأحرق ما عداه .
وهو أول من أمر بالأذان الأول ،
وقدم خطبة العيد على الصلاة ،
واتخذ الشرطة واتخذ دارًا للقضاء ، وكان أبو بكر وعمر يقضيان فى المسجد .
وقد حدثت فى الفترة الأخيرة من خلافته فتنة
فمع اتساع الفتوحات الإسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالإسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الإسلام وفي مقدمتهم اليهود إثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم ، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان -رضي الله عنه- وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة ،
فانخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم إلى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ، فرجعوا إلى بلادهم ، لكنهم أضمروا شرًا وتواعدوا على الحضور ثانية إلى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زيَّنها لهم عبد الله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالإسلام
فجاءت الوفود من مصر والكوفة والبصرة وحاصروا داره ومنعوا عنه الماء والخروج إلى الصلاة حتى يتنازل عن الخلافة ،
فرفض لأن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : يا عثمان إنه لعل الله يقمصك قميصًا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم .
وبلغ أصحاب الفتنة أن جيشًا من الشام قادم لنجدته فاقتحموا عليه داره وهو يقرأ القرآن وقتلوه رضي الله عنه ،
وذلك فى شهر ذى الحجة سنة 35 هـ
** بعض فضائل عثمان رضي الله عنه :
لأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فضائل كثيرة ومناقب جمة نذكر منها ما تيسر:
منها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما استئذن عليه يوم بئر أريس، قال: "ائذن له بالدخول، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه". فقال رضي الله عنه: "الله المستعان".
وروى الترمذي من طريق الحرث بن عبد الرحمن عن طلحة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لكل نبي رفيق، ورفيقي في الجنة عثمان بن عفان".
وروي أن عليًا رضي الله عنه قال: "عثمان أوصلنا للرحم".
وكذا قالت عائشة رضي الله عنها لما بلغها قتله، قالت: "قتلوه وإنه لأوصلهم للرحم، وأتقاهم للرب".
وروى أبو خيثمة من طريق الضحاك، عن النزال بن سبرة، قال: "قلنا لعلي بن أبي طالب: حدثنا عن عثمان! قال: ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النورين، وقد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لما جهز عثمان جيش العسرة: ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ".
ويروى أن الزبير بن العوام رضي الله عنه لما بلغه مقتل عثمان قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون". ثم ترحم عليه وقال: "تبًا لمن قتله وخيبة له".
وروى البخاري في التاريخ قال: "حدثنا مبارك بن فضالة، قال: سمعت الحسن البصري يقول: أدركت عثمان على ما نقموا عليه، قلما يأتي على الناس يوم إلا وهم يقتسمون فيه خيرًا، يقال لهم: يا معشر المسلمين! اغدوا على أعطياتكم، فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: اغدوا على أرزاقكم، اغدوا على السمن والعسل والأعطيات الكثيرة؛ فيأخذونها".
وجاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال في حق عثمان لما جهز جيش العسرة: "اللهم أرض عن عثمان؛ فإني عنه راضٍ".
وقد ورد: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسًا في مكان، فدخل أبو بكر ورسول الله حاسر إزاره إلى ركبته، ثم دخل عمر وهو على هيئته، ثم دخل عثمان فغطى فخذه، فقيل له في ذلك؟ فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه ملائكة الله؟!". رواه البخاري في صحيحه، و أحمد مسنده.
وكان عثمان هو السفير بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين مشركي مكة في عمرة الحديبية حينما صدت الرسول عن عمرته، فأرسله يخبرهم عن مجيئه أنه يريد العمرة فقط، لكن قريشًا رفضت، فلما تأخر رجوع عثمان شاع أنه قُتل؛ فعزم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - على قتال قريش، فبايع الصحابة تحت الشجرة على القتال، فضرب نبي الله إحدى يديه على الأخرى وقال: "هذه عن عثمان". فتسمى هذه بيعة الرضوان المشهورة.
** بعض ما جادت به يد أمير المؤمنين عثمان في سبيل الله:
لقد ضحى عثمان رضي الله عنه بنفسه وماله في سبيل الله، وإعلاء كلمته؛ بل قد أنفق معظم ماله في رفع راية الإسلام وكسر راية الكفر والظلام.
روى البخاري في صحيحه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من جهز جيش العسرة، فله الجنة"؛ فجهزه عثمان،
وورد أنه أعان في تلك الغزوة بثلاث مئة بعيرًا بأحلاسها وأكتابها، وعشرة آلاف دينار، وقيل: عشرة آلاف درهم.
وفي صحيح البخاري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يشتري بئر رومة وله الجنة؟ " فاشتراها عثمان بخمسة وثلاثين ألف درهم، وجعلها صدقة للمسلمين، رضي الله عنه.
ولما ضاق المسجد النبوي بالمسلمين اشترى ما حوله ووسع به المسجد.
وله نفقاتٌ وجودٌ في سبيل الله كثيرة، رضي الله عن عثمان وأرضاه.
وروي أن لعثمان رضي الله عنه على طلحة بن عبيد الله خمسين ألف درهم، فقال طلحة لعثمان: "إن الذي لك عليَّ قد تهيأ فاقبضه. فقال له عثمان: هو لك يا أبا محمد معونة لك على مروءتك".
ذكر شيء من عبادته وشدة خوفه من الله تعالى رضي الله عنه:
روى محمد بن سيرين رحمه الله، قال: "كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يحيي الليل كله بركعة يقرأ القرآن كله".
وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: في قوله الله تعالى: ﴿ أمن هو قانت أناء الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه... ﴾ [الزمر: 9]؛ قال: "ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه".
وروى ابن ماجه: "أن عثمان إذا وقف على قبر؛ بكى حتى تبتل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ قال: إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه؛ فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه؛ فما بعده أشد منه". رواه أحمد في المسند.
وكان رضي الله عنه إذا رأى أحدًا ينزل في قبره أنشد هذا البيت:
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة عظيمة وإلا فإني لا أخالك ناجيا
وكان رضي الله عنه صوَّامًا، قوَّامًا، كثير الخوف من الله، مولعًا بتلاوة القرآن،
ولهذا روي أنه قال: "لو صحت قلوبنا ما شبعت من كلام الله تعالى".
روي أن زوجته قالت حين اقتحموا عليه ليقتلوه: "تقتلوه أو لا تقتلوه؛ فوالله إنه ليحي الليل كله بركعة". رضي الله عنه.
وصية عثمان لما قتل عثمان شهيدًا فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقًا مقفلاً ففتحوه ، فوجدوا فيه ورقة مكتوبًا عليها ـ هذه وصية عثمان ـ " بسم الله الرحمن الرحيم … عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله وأن الجنة حق ، وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد ، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله " .
رضي الله عنه وأرضاه وأثابه .
رحم الله عثمان على بلائه في الإسلام ، وسخائه للدعوة ، وصبره عند المحنة . واستشهاده بأيدي دعاة الفتنة .
من كلماته الخالدة
قال في أول كتاب بعثه إلى عماله في الأمصار:
أما بعد: فإن الله أمر الأئمة أن يكونوا رعاة ، ولم يتقدم إليهم أن يكونوا جباة ، ألا وإن أعدل السيرة أن تنظروا في أمور المسلمين ، وفيما عليهم ، فتعطوهم ما لهم ، وتأخذوهم بما عليهم ، ثم تثنوا بالذمة ، فتعطوهم الذي لهم ، وتأخذوهم بالذي عليهم
وكتب إلى الناس في الأمصار يقول لهم : ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، ولا يذل المؤمن نفسه ، فإني مع الضعيف على القوي ، ما دام مظلومًا إن شاء الله .
ومن خطبته في الناس حين نقم عليه البغاة : في هذا الدين عيَّـابون ظنانون ، يظهرون لكم ما تحبون ، ويسرون ما تكرهون ، طغام مثل النعام يتبعون أول ناعق .
ومن كتابه إلى الناس في الحج قبل اغتياله : أما بعد : فإن أقوامًا ممن كان يقول ني هذا الحديث ، أظهروا للناس أنهم إنما يدعون إلى كتاب الله عز وجل والحق ، ولا يريدون الدنيا ولا منازعة فيها ، فلما عرض عليهم الحق تركوه وأرادوا أن يبتغوا الأمر بغير الحق . طال عليهم عمري ، وراث ـ أبطأ ـ عليهم أملهم بالإمارة فاستعجلوا القدر .
رضي الله عن عثمان بن عفان وعن الصحابة أجمعين
| |
|