إبراهيم باشا Admin
عدد المساهمات : 703 تاريخ التسجيل : 23/02/2013 الموقع : http://www.ansarsonna.com
| موضوع: المحكم والمتشابه الأحد أبريل 13, 2014 8:46 pm | |
|
المحكم والمتشابه
المحكم في اللغة يُقصد به : إحكام الكلام، أي إتقانه وتمييز الصدق فيه من الكذب،
وفي الاصطلاح قال بعض العلماء: أنه ما عُرِفَ المراد منه؛
وقال آخرون: هو ما لا يحتمل إلا وجهًا واحدًا؛
وعرَّفه قوم بأنه: ما استقلَّ بنفسه، ولم يحتج إلى بيان.
ويمكن إرجاع هذه التعريفات إلى معنى واحد، هو معنى البيان والوضوح.
والمتشابه يُقصد به لغةً : تشابه الكلام تماثله وتناسبه، بحيث يصدِّق بعضه بعضًا،
أما اصطلاحًا فعرّفه بعضهم بأنه: ما استأثر الله بعلمه،
وعرفه آخرون بأنه: ما احتمل أكثر من وجه،
وقال قوم: ما احتاج إلى بيان، بردِّه إلى غيره.
وبناءً على ذلك يتبين أنه لا تنافي بين المحكم والمتشابه من جهة المعنى اللغوي؛ فالقرآن كله محكم، بمعنى أنه متقن غاية الإتقان،
وهو كذلك متماثل ومتشابه، بمعنى أنه يصدِّق بعضه بعضًا،
أما من جهة الاصطلاح، فالمحكم ما عُرف المقصود منه،
والمتشابه ما غَمُض المقصود منه.
فالمتشابهة عند أهل السنة هي الآيات التي لا يُقصد ظواهرها، ومعناها الحقيقي لا يعلمها إلا الله،
وعند الشيعة فإن من يعلم تأويلها الحقيقي هو النبي محمد وأهل بيته أيضًا.
ويُقسم المتشابه إلى أنواع،
فهناك متشابه من جهة اللفظ، وهناك متشابه من جهة المعنى، وهناك متشابه من جهة اللفظ والمعنى معًا.
أما المتشابه من جهة اللفظ
فهو الذي أصابه الغموض بسبب اللفظ، ويمكن إرجاع ذلك إلى الألفاظ المفردة ذات الغرابة، وإلى جملة الكلام وتركيبه، من بسط واختصار ونظم.
والمتشابه من جهة المعنى
هو ما يُمثَّل له بأوصاف لأحداث وأشياء ما رأتها عين أو سمعتها أذن أو أدركها بشر، مثل أحوال وأهوال القيامة.
والسبب في وقوع التشابه في القرآن هو الحاجة إلى بيان معانٍ، راقية تتضمن في ما تتضمن حديثًا عن الذات الإلهية صفاتًا وأفعالاً وعن أمور غائبة عن أفق العقل عبر عنها في القرآن بالغيب،
ولما كان القرآن معتمدًا في بيانه لغة يتداولها الناس في محاوراتهم وإيصال مقاصدهم وهي اللغة العربية التي كانت موضوعة لمعانٍ محسوسة أو ما يقرب منها، فهي لا شك قاصرة عن تبيان تلك المضامين العالية إلا بضروب من المجاز وأنواع الاستعارات والكنايات وأمثال الآيات المتشابهة
الأمر الذي يقرب المفاهيم القرآنية في أذهان العامة نتيجة استخدام ألفاظ متداولة بينهم، ولكن يبعدها عن أوهامهم التي لا تلبث أن تذهب بعيدًا عن المقصود (إلى مضامين حسية) المراد بيانه.
فعلى سبيل المثال،
ما ورد في سورة آل عمران: ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾،
إنما يُقصد به المعاملة بالمثل بما ينقض أهداف المنافقين المذكورين،
وهم بهذه الحالة من وشى بالمسيح، ويهدم أساس بنيانهم المنهار،
فالتعبير بالمكر تعبير مجازي لا يُقصد منه ذلك المعنى الذي ينم عن قبح وسوء،
وتسمية فعل الله بالمكر من باب المشاكلة اللفظية التي هي من فنون البديع فهم يدبّرون ويدبّر الله، ولكن مكرهم مكشوف لديهم وأما تدابيره فهي عليهم وسوف تفاجئهم وهم لا يشعرون.
ويُقاس على ذلك سائر الآيات التي جاء فيها ذكر الخداع والاستهزاء والسخرية والكيد.
| |
|