إبراهيم باشا Admin
عدد المساهمات : 703 تاريخ التسجيل : 23/02/2013 الموقع : http://www.ansarsonna.com
| موضوع: فضل عاشوراء وشهر المحرم . السبت أكتوبر 01, 2016 9:30 pm | |
|
فضل عاشوراء وشهر المحرم .
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .
إعداد : سرحان بن غزاي العتيبي .
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أنعم المولى جل وعلا عباده بمواسم الخيرات التي تتابع عليهم ، فبعد أن صام المسلمون شهر رمضان ثم جاءت أشهر الحج إلى البيت الحرام فأدى المسلمون شعيرة الحج بتوفيقٍ من الرحيم الرحمن ،
ها هم الآن في موسم من مواسم الخير ألا وهو شهر محرم الذي هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } (36) سورة التوبة
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )
وسمي محرمًا تأكيدًا لتحريمه ، قال بن عباس في تفسير قوله تعالى : ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) أي في الشهور الاثني عشر ثم خصت الأربعة الحرم لأن الذنب فيهن أعظم كما أن الأجر فيهن أعظم .
ويستحب الإكثار من الصيام في هذا الشهر لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل ) .
وأفضل الصيام في هذا الشهر هو صيام يوم العاشر منه ؛
فعند البخاري ومسلم وأحمد من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال : ( لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : ( ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ قالوا : هذا يومٌ عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرًا لله فنحن نصومه ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فأنا أحق بموسى منكم " فصامه وأمر بصيامه )
فكان صيامه فرضًا على الأمة حتى فرض صيام شهر رمضان فَجُعِلَ صوم عاشوراء للاستحباب ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه ويقول : ( من شاء فليصم ومن شاء فليفطر ) متفق عليه .
ولما سئل عن فضل صوم يوم عاشوراء قال : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) رواه مسلم .
ويستحب أن يصوم اليوم التاسع معه لقول بن عباسٍ رضي الله عنهما : " حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يومٌ تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع ) ،
قال بن عباس : فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
قال الشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم يستحب صوم التاسع والعاشر جميعًا ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر ونوى صوم التاسع .
وفي المسند عن بن عباسٍ أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يومًا وبعده يومًا ) .
وفي رواية ( أو بعده ) فيكون أفضله صوم عاشوراء ويومًا قبله ويومًا بعده ، ويليه صوم العاشر ويومًا قبله أو يومًا بعده ،
ويجوز صوم العاشر مفردًا ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صامه مفردًا .
وأما ما أحدثه المبتدعة في هذا اليوم من لطمٍ للخدود وشقٍ للجيوب وإثارةٍ للشحناء فهذا من الضلال المبين والانحراف عن الصراط المستقيم ،
وكذلك ما يفعله النواصب في المقابل من جعل هذا اليوم يوم عيدٍ وفرح وتوسيعٍ على الأهل والأولاد ولا شك أن هذا أيضًا من الضلال المبين ،
والواجب الاستمساك بهدى النبي صلى الله عليه وسلم والحذر من الضلالات والبدع .
| |
|