إبراهيم باشا Admin
عدد المساهمات : 703 تاريخ التسجيل : 23/02/2013 الموقع : http://www.ansarsonna.com
| موضوع: الصادعون بالحق بين التكريم والتجريم . السبت أغسطس 06, 2016 9:09 pm | |
|
الصادعون بالحق بين التكريم والتجريم .
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .
نقلًا عن / ريم آل عاطف - موقع طريق الإسلام .
سبحان مَن خلق البشر وأكرم بالعقول وفاوت الأفهام !
سبحان مَن تعجز تلك العقول مهما بلغت والأفهام مهما ارتقت أن تدرك حكمته وعظمة تدبيره !
هذا ما أردده وأختم به كل مرة رحلتي من التأمل والتفكير ، في بعض المسائل التي أحاول إخضاعها دومًا للتحليل المنطقي ، لعلِّي أصل فيها إلى استيعاب جوانبها وفهم أسبابها ؛ لأجد نفسي في النهاية كمن يخطو على حدود الدائرة يبدأ بنقطة ويعود إليها دون الوصول إلى مكان .
أو مَن يبحث في متاهة صماء لا نافذة لها ولا باب .
تراكمات وتعقيدات وخفايا، تتوافق حينًا وتتناقض أحيانًا أخرى .
ليس الإسلام أو الأديان السماوية وحدها مَن يؤسس الأحكام والضوابط ثم يقيم عليها قوانين الحساب والجزاء ، بل حتى المجتمعات أو الشعوب التي لا تعرف دينًا يبقى فيها للفطر والعقول بُوصلة يُستَرْشَد بها للمصالح ويُميز مِن خلالها بين الخير والشر ثم يُكافأ أو يُعاقب عليهما .
أنظر هذه الأيام لواقع مؤلم نعيشه في خليجنا الحبيب ،
صورة خطرة ومعقدة من أشد صور الظلم وأسوئها أثرًا ، حتى ليكاد الأمر يستعصي على الفهم ،
والكثير مما يجري لا تكاد تصدِّق أنه يحدث ولا كيف ولماذا حدث ؟
قائمة طويلة من أسماء الدعاة والمصلحين والفضلاء الذين يتعرضون لأقسى أشكال الإقصاء والعدوان والإساءة .
أخيار وشرفاء ينجح أعداء الدين والوطن بإثارة الوشايات وفنون التشويه والتحريض واستعداء السلطات ضدهم ، فيذهبون ضحية السجون أو سحب الجنسيات أو فصلهم التعسفي من أعمالهم وإيقاف أنشطتهم الدعوية والثقافية أو حتى التجارية .
والحق الذي ندركه جميعًا أنهم لا يتضررون وحدهم من هذا الظلم الواقع عليهم وهذا التضييق الخانق لهم .
إنما يتأذى الوطن أيضا ،
كيف لا ؟
وهناك من يحول بينه وبين أيدي طاهرة تجتهد في بنائه وحمايته .
ويتأذى المجتمع كذلك حين يُحرم أبناؤه من قلوب خيِّرة تقية تحمل همهم ، وتعينهم على التمسك بالقيم والسلامة من الفتن والنِّقم .
والإساءة لأولئك الأخيار تستفز محبيهم وتزيد الاحتقان ولا تخدم إلا معاديًا حاقدًا .
حين نتابع ما يحظى به أهل الانحراف والفساد من التكريم والتمكين ،
وفي المقابل : الحُرُّ الشريف قد يجد نفسه فجأةً بين عشية وضُحاها مُصادر الحقوق والكرامة كضحية لمؤامرة دنيئة حاكها علماني أو متلبرل أو مسؤولٌ فاسد ، وصادق عليها وأنفذها سياسيٌّ .
حين نتجرع الغصص كمدًا على الكثير من الدُعاة والمحتسبين وخَيرة أبناء الوطن ، الذين زُجَّ بهم في السجون دون محاكمات أو توجيه تُهَمٍ في مخالفة صريحة للشرع والأنظمة ، ولا جريرة لأولئك إلا أن حرصوا على أمن ونهضة وسلامة هذه الأوطان وأهلها إذ علموا أن لا عزة ولا رقي لها إلا بحفظ دينها ، فصدعوا بالحق وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، فغيِّبتهم السجون ،
فلسنا ندري أحُرموا من الحرية والحياة والأهل والأحباب ، أم كنا نحن أكثر فقدًا وبلاءً إذ حُرمنا أمثالهم ممَّن قد تنْجُو بهم سفينتنا من الغرق .
بينما نلتفت يسرةً فنجد " أشباه المثقفين وسقط الإعلاميين " الذين لا تَخُطُّ أيديهم إلا مناكفةً للدين، أو تمردًا على مبادئ الإسلام وثقافة المجتمع ، أو مجونًا وسُخفًا، نجدهم مَحَطَّ الأضواء والتكريم .
ويظل حالنا دومًا بين رِيبَة وحيْرة ، وألم وحسرة .
ننتظر من الرب فرجًا ومن وليِّ الأمر الذي حمل الأمانة في عنقه استدراكًا وإصلاحًا ، ووقفًا لهذا السيل المنهمر من المظالم والتناقضات التي تترك الحليم حيران .
اللهم أصلح أحوالنا وولاة أمرنا وهيئ لهم من أمرهم رشدًا ، وانصر بهم دينك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .
| |
|