موضوع: العلم اليوم خير من كثير من العمل الخميس يوليو 14, 2016 3:49 pm
رابط الاستماع http://www.alamralawal.com/include/khotbapopup.php?id=288 ________________________________________ الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - تسليما كثيرا. أما بعد: عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، عباد الله: تذكروا الدار الآخرة فإن من تذكرها دائما لم يقس قلبه ولم ينقطع حبله. عباد الله: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، عباد الله: أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - تيقنوا أن الدنيا دار ممر وليست دار مقر مر قبلها أمم تلو أمم وأجيال تلو أجيال أعطوا فرصة، ثم انقضت وها هو الآن دوركم وأنتم الآن في الفرصة وعما قريب لتنقضي. فيا عباد الله: لا تركنوا إلى الدنيا ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [الحديد/16]. ثم قال الله ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ، ثم يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً، ثم يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد:20 -21]. ثم اعلموا أن أنفع الكلام كلام الله - جل وعلا - وأحسن الهدى هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واعلموا أن شر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة وأن كل بدعة ضلالة أيها المسلمون: أيها الموحدون أيها المتبرئون من الشرك وأهله ها هنا أثر عظيم وخطير لأبي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود ذاك الكنيف الذي ملئ علما ذاك الرجل الصالح الذي كان. كما قال حذيفة (( أشيه الناس ذلا وسمتا وهديا وصلاتا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -)) . قال أبو عبد الرحمن يوما لأصحابه: (( إنكم اليوم في زمان العمل فيه خير من كثير من العلم، وسيأتي على الناس زمان العلم فيه خير من كثير من العمل))، ما مراد أبي عبد الرحمن ؟ مراده - رحمه الله - أنه كان في زمان قبل مقتل عثمان لأن ابن مسعود توفي قبل مقتل عثمان ومقتل عثمان الدين)).فاصلة في تاريخ هذه الأمة بعده نشأ الشر كله وسُل هذا السيف على الأمة فلم يصلوا خلف إمام واحد ولم يغزوا أبدا وتفرقت بهم الأهواء والشيع، لكن قبل مقتل عثمان ابن عفان كان الأمر واضحا والصراط المستقيم جليا وأصحاب رسول الله متوافرون - صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهم - والأمور متبينة، السنة سنة والبدعة بدعة والمعروف معروف والمنكر منكر والحق حق والباطل باطل فقال لأصحابه اعملوا كل شيء واضح أمامه اليوم اجتهادكم في العمل وفي التطوع وفي التقرب خير لكم، لكن سيأتي زمان تختلف الأمور. كما قال هو - رضي الله عنه - عبد الله ابن مسعود قال لأصحابه ((كيف بكم إذا لبثتكم فتنة يهرب فيها الكبير ويشب فيها الصغير يكون المعروف فيها منكرا والمنكر معروفا والبدعة سنة والسنة بدعة حتى إذا غيرت البدعة قال الناس غيرت السنة، قالوا: متى ذاك يا أبا عبد الرحمن ؟، قال: إذا كثر قراءكم وقل فقهاءكم وكثر أمراءكم وقل أمناءكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين)) . فإذا كان الأمر كذلك وهو والله الذي لا إله إلا هو كذلك في زماننا هذا والذي نفسي بيده والذي لا يحلف به كاذب إلا هلك أنه زماننا هذا المعروف فيه منكر والمنكر معروف والبدعة سنة والسنة بدعة في أمور كثيرة في طلب العلم لا يسلكون السبيل الأول في العبادة في الدعوة في الحسبة في كل شيء في التعامل مع المبتدعة مع المشركين مع المنافقين مع كل شيء اختلطت الأمور فأصبح المنكر معروفا أشياء كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - متواترون عليها يتقربون إلى الله بها هي عند الناس اليوم منكر وأشياء كانت عند أصحاب محمد - عليه الصلاة والسلام - منكرا هي عند الناس اليوم معروف فكيف المخرج ؟ المخرج يا عباد الله: يا من يريد نجاته ويعلم أنه لا صراط إلى الله إلا واحد ولا سبيل إلا واحد، لا يوصل إلى الجنة إلا طريق واحد وهذا الطريق من فتنة الله - جل وعلا - ومن ابتلاءه لعباده دحض مذلة زلق وعلى يمينه سبل وعلى يساره سبل وعليها شياطين وحفت بالشهوات وحفت باتباع الكثرة واتباع الأسهل واتباع الأشهر. فمن أراد النجاة يا عباد الله: من أراد النجاة من علم أنه ليست له إلا نفس واحدة لا يخاطر بها وأنها أيام قلائل، ثم الجنة فعليه بطلب الحديث طلب الحديث طلب الآثار التبلغ بذلك الرسوخ فيه عدم الملل مع المحبرة إلى المقبرة، كما قال عبد الله ابن المبارك لعل الكلمة التي ينفعني الله بها الآن لم أسمعها بعد مع القرآن وتدبر آياته مع الحديث مع الآثار، لا تثق في أهل زمانك إلا من رحم الله فقد نزعت منهم الأمانة وهو أيضا ضحايا ظنوا المعروف منكرا والمنكر معروفا نشأوا على شيء ولم يقووا على تغيره. لكن إذا أردت الحق تقدم اذهب إلى ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعون لهم في القرن الأول والثاني والثالث بخلافة بني أمية ما كان الناس عليه وفي الخلافة الراشدة، ماذا كان الناس عليه وخاصة أهل الحجاز أهل المدينة دار الهجرة والنصرة والخلافة والإيمان والجهاد ماذا كانوا عليه، كيف كانوا يتعبدون الله، كيف كانوا يتعاملون مع البدع، كيف كانوا يجاهدون يحجون يغزون صدق والله أبو عبد الرحمن نحن اليوم أحوج إلى العلم من الطعام والشراب ومن الهواء. والله إن طلب الآثار اليوم وطلب الحديث اليوم هو العبادة العظمى التي تقرب إلى الله - جل وعلا - حتى تستبين الصراط يا عباد الله: ما قيمة عمل ليس على الصراط ما قيمته تعب بلا فائدة إن الله لا يقبل عمل حتى يكون صوابا خالصا والإخلاص بالمجاهدة أن يكون لله، والصواب بالعلم أن تعلم ما كان عليه الناس في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ولا يضرك ما عليه الناس في زمانك اليوم وإن تسموا بالأسماء أنتم اليوم أحوج إلى مجالسة أهل الحديث مجالسة أهل الآثار ومجانبة أهل الآراء ليلا ونهارا سرا وجهارا بلا كلل ولا ملل، كما قال ابن مسعود رضيالله عنه ، وإلا وقعتم في ما وقع فيه الناس، وإلا عددتم المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة.
يا عباد الله: وإن طلب الحديث والقرآن والآثار له طرق منها:- الإخلاص والصدق: فمن صدق فإن الله يهديه ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ ﴾ [الحج/16] من أراد الهداية وأراد الصراط وهو صادق في أعماق فؤاده في أسرار لا يعلمها إلا الله - جل وعلا - من كان صادقا هدي بإذن الله ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت/69] - وخذوا أيضا من أدب موسى - عليه السلام - في قصته التي تقرأونها كل جمعة أدبه في طلب العلم في الرحلة إلى طلب العلم نكثر عن الرحلة في البلد الواحد حتى نسمع الآثار من أهلها والحديث من أهله خذوا أدب موسى - عليه السلام - في الأدب مع العالم يوم قال له ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ﴾ [الكهف/66] - خذوا أدب موسى في التوكل على الله وان هذا العلم إنما هو تعليم من الله ﴿ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ ﴾ [هود/79] وقال الله قبل ذلك عَبْداً ﴿ مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ﴾ [الأنبياء/84] العلم نور يقذفه الله في القلب فرقان يفرق العبد به بين الحق والباطل - خذوا أدب موسى في العدل وعدم الكلل يوم قال: ﴿ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ [الكهف/60] - خذوا أدب موسى - عليه السلام - في الصبر والعلم والآثار تحتاج إلى صبر ومصابرة يوم قال: ﴿ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ﴾ [الكهف/69] - خذوا أدب موسى بأدب الله له بسبب هذه القصة كلها لما خطب بني إسرائيل فذرفت العيون ووجلت القلوب فقال: رجل هل أحد أعلم منك يا كليم الله ؟، قال: لا فعتب الله عليه ألا يرد العلم إليه، فقال: إن بمجمع البحرين رجلا. في آخر القصة وهى في البخاري يا عباد الله: إن لم تأخذ العلم من أهله فاطلب الآثار تطلب ما كان عليه السلف الصالح الذين قال الله ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ﴾ [التوبة/100]. إن لم تطلب الآثار من أهلها وبسبيلها وإلا وقعت فيما وقعت الناس فيه اليوم، ومما حذر منه ابن مسعود اليوم يقول الله - جل وعلا - عن هذا القرآن ومثله الحديث ومثله الآثار ﴿يضِلُّ بِهِ كَثِيراً﴾ [البقرة/26] القرآن هلك فيه طائفتان طائفة في تنزيله جحدوه، وطائفة في تأويله وضعوه في غير مواضعه وهكذا الحديث والأثر ﴿ ُيضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ ﴾ [البقرة/26] ما يضل في أمر لم يأذن الله بالاجتهاد فيه والخطأ فيه مما استثني ما يضل إلا فاسق ﴿ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ ﴾ [البقرة/26]. ثم وصفهم الله فقال ﴿ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ ﴾ [البقرة/27] مواثيق الله كثيرة مواثيقه مع الناس كلهم يوم قال ﴿ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾ [الأنعام/130] مواثيق على الرسل ﴿ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ، ثم جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران/81] مواثيق على أهل العلم من نقضها ضل وكان من أسباب ضلاله قال الله: ﴿ وَإِذَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ ﴾ [آل عمران/187] ولا تكتمونه ميثاق فمن كتم العلم أو تغافى عنه كان سببا لإضلاله والله عدل قسط - جل وعلا - قائم بالقسط قال الله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ﴾ [البقرة/159] والسبب الثاني للإضلال:- ﴿ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ﴾ [البقرة/27] كم في هذه الكلمة من البركة، أمر الله بوصل أشياء كثيرة، أمر الله بوصل التوحيد، أمر الله بأن توصل الصلاة والفرائض، أمر الله بأن توصل الأرحام، أمر الله بأن توصل الآثار وأن نتبع الآثار والأحاديث وأن نمشي على سبيل من مضى ما أمرنا الله بالرأي ولا بالاستحسان ولا بالفكر ولا بالقياس فمن قطع ما أمر الله به أن يوصل وترك الآثار وزهد فيها ونبذها خلف ظهره وأخفي على الأفكار والآراء فإنه سبب لإضلاله؛ لأنه فاسق قطع ما أمر الله به أن يوصل ولا يلومن إلا نفسه والثالثة:- ﴿ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ﴾ [البقرة/27] وأي إفساد في الأرض أن تنشر بدعة حتى لو ظننت أنها سنة أي إفساد في الأرض أن تعظم مبتدعه فتفتن. عباد الله: أي إفساد في الأرض هذا ولا يقبل النية الصحيحة فالحق واضح وكم من مريد للخير لا يصيبه قال الله ﴿ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة/27] عباد الله: أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - يا أخوتي في الله والله لقد ماحضنا أبو عبد الرحمن النصيحة، فمن قبلها فهذا حظه، ومن زهد فيها وأعرض عنها فهذا أمر الله فيه وعلم الله به والله - عز وجل - أعلم بعباده، يقول أبو عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود لأصحابه إنكم في زمان العمل فيه خير من كثير من العلم حتى لا تنجرفوا لتكاثر، اعملوا كل شيء واضح، وسيأتي على الناس زمان العلم فيه خير من كثير من العمل حتى لا يتخبطوا ويعملوا في غير سنة واقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة ومن علم أن طلب الحديث هو أجل العبادات عند الله وأعظم الجهاد فليستكثر ولا يمل قال رجل لابن عباس: إلى متى نكتب ؟، قال: إذا عرفت أنك في عبادة لما تسأل هذا السؤال أنت في عبادة من أعظم العبادات تحفظ على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - دينها حفظ الحديث تنعشه تبثه تنشره تقوم مقام الأنبياء تبلغ رسالات الله وتخشاه ولا تخشى أحد إلا الله نعش العلم ثبات الدين والدنيا وذهاب الحديث والأثر ذهاب الدين والدنيا عباد الله: كونوا كذلك إن شاء الله جاء في الحديث يروى مرفوعا وموقوفا (( إن من علامة إقبال الدين أن تفقه القبيلة بأسرها)) فالإقبال على الفقه علامة إقبال على الدين حتى لا يكون إلا الفاسق والفاسقان فهما مقموعان ذليلان لا يظهران ما نهى الله عنه، وإن من علامة إدبار الدين أن 16:59@ والعائلة والحي والمدينة حتى لا تجد إلا الواحد والاثنان يحفظان على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - دينها فهما أيضا مقموعان مضطهدان الناس ينفرون عليهم، ولكن لا يضرهم ذلك قال الله يأيها ﴿ الذين آمنوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ أنواع الجهاد كله ﴿ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ﴾ بل لومة اللائم تزيدهم إقبالا على الله ﴿ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة/54] اللهم يا واسع يا عليم آتنا من فضلك،، اللهم اجعلنا من اللذين تحبهم ويحبونك،، اللهم ممن أقبل على القرآن وأقبل على الحديث وأقبل على الأثر ونعش هذا العلم وبثه في أمة محمد وخلف محمدا - صلى الله عليه وسلم - في أمته بخير وقام مقام الأنبياء يا رب العالمين،، اللهم اجعلنا ممن ترك الآراء والأذكار والاستحسان والقياس وهذه الأمور التي أفسدت الدين يا رب العالمين، واجعلنا ممن أقبل على ما جاء به جبرائيل من رب العالمين وهو العلم، كما قلت لنبيك ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ﴾ [البقرة/120] فما سوى العلم الذي جاء به جبريل فهو أهواء أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.