310454
قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين- لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون). [يوسف 110-111].

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
فيه مسائل:
الأولى: تأخير النصر على الرسل حتى استبطئوا ولا يعجل الله لعجلة أحد.
الثانية: إذا عُرف أن هذه سنة فكيف يستعجل من يزعم أنه سميع لهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل).
الثالثة: أن ما يقع في القلب من خواطر الشيطان لا يضر، بل هو صريح الإيمان إذا كان مع الكراهة.
الرابعة: أن العادة أن الشدة إذا تمت وتضايقت جدًا، فهو من علامات حضور الفرج.
الخامسة: أنه سبحانه ينجي من يشاء، ولو كان مع المهلكين في المكان.
السادسة: أنه إذا جاء أمر الله لم يقدر على رفعه أحد من السماء، ولا من أهل الأرض.
السابعة: أنه سبحانه لا يظلم أحدا، وأن ذلك بسبب إجرامهم.
الثامنة: الثناء على قصص الرسل، وأن فيه عبرة.
التاسعة: أن ما يفهم هذه العبرة مع وضوحها إلا أولو الألباب.
العاشرة: تعريضه سبحانه بالأحاديث المفتراة، وإقبال الأكثر عليها، واشتراء الكتب المصنفة بغالي الأثمان، وتكبر من اشتغل بها، وظنه أنه أفضل ممن لم يشتغل بها، وزعمه أنها من العلوم الجليلة، ومع هذا معرض عن قصص الأنبياء مستحقر له، زاعم أنه علم العوام الجهال.
الحادية عشرة: أن من أكبر آياته تصديقه لما بين يديه من العلوم التي جاءت بها الرسل، التي هي العلم النافع في الحقيقة.
الثانية عشرة: أن هذا فيه تفصيل كل شيء يحتاج إليه: ففيه العلم النافع، وفيه الإحاطة بالعلوم الكثيرة، ومع هذا يفصلها أي يبينها.
الثالثة عشرة: أنه هدى يعتصم به من الضلالة.
الرابعة عشرة: أنه رحمة يعتصم به من الهلكة فلا يضل من اتبعه ولا يشقى.
الخامسة عشرة: أن هذا ليس لكل أحد، بل لقوم مخصوصين.
السادسة عشرة: أن سبب ذلك الإيمان، ففيه شاهد لقوله: (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لا يعلم). والحمد لله رب العالمين.
607414
522794