الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، والصلاة والسلام على من بعثه الله للناس بشيراً ونذيراً ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، بعثه الله داعياً إليه وسراجاً منيراً ، أما بعد :

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا ما أكرمنا به من تلاوة كتابه والترنم بآياته آناء الليل وأطراف النهار .

فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قلت : يا رسول الله ! أوصني . قال :" أوصيك بتقوى الله ؛ فإنها زين لأمرك كله " قلت : يا رسول الله ! زدني . قال : " عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عزَّ وجلَّ ؛ فإنه ذكرٌ لك في السماءِ ونورٌ لك في الأرض " ( صحيح الترغيب والترهيب رقم 2868 )

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" يجيءُ القرآنُ يومَ القيامةِ كالرجلِ الشاحب ، يقولُ لصاحبه : هل تعرفني ؟ أنا الذي كنت أُسهرُ ليلك ، وأظمئ هواجركَ ، وإن كلَّ تاجرٍ من وراء تجارته ، وأنا لك اليومَ من وراء كلِّ تاجرٍ ، فيعطى المُلكَ بيمينه ، والخلدَ بشماله ، ويوضع على رأسه تاجُ الوقار ، ويكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهم الدنيا وما فيها ، فيقولان : يا ربِّ ! أنَّى لنا هذا ؟ فيقال : بتعليم ولدكما القرآن . وإنَّ صاحبَ القرآن يقالُ له يوم القيامة : اقرأ وارقَ في الدرجات ، ورتل كما كنتَ ترتلُ في الدنيا ، فإن منزلَكَ عند آخر آيةٍ معك "
( السلسلة الصحيحة للألباني رقم 2829 )

وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إنَّ لله أهلينَ من الناسِ " قالوا : يا رسول الله ! مَن هُم ؟ قال :" هم أهلُ القرآن ، أهلُ الله وخاصَّتُهُ " ( صحيح سنن ابن ماجه رقم 178 ج1 )

فكيف تختم القرآن الكريم في أسبوع ؟

يحتوي مصحف طبعة المدينة النبوية على [ 604] صفحة .
فإذا قسمنا هذا العدد من الصفحات على سبعة أيام كان نصيب كل يوم [ 604 على 7 ] = [ 86 صفحة وثلث ]

فإن وزعت هذه الصفحات على خمس صلوات في اليوم والليلة ، كان نصيب كل صلاة [ 17 صفحة وثلث ] .

وهذا يعني أنه يقرأ في كل صلاة بأقل من الجزء الذي يحتوي على [ 20 ] صفحة .

فلو انه سمع الأذان وبادر إلى الصلاة فقرأ ـ فقط ـ نصف جزء [ عشر صفحات ] قبل الصلاة ومثلها بعدها ، لختم القرآن في سبعة أيام بكل يسر وسهولة .

فكيف بمن يقرأ أكثر من ذلك ؟!

وللعلم فإن الوقت الذي يكون بين الأذان والإقامة يستوعب قرابة الجزء من القرآن ، وذلك من فضل الله تعالى على من يبادر إلى الصلوات الخمس مع الأذان ، وبئس عبد لا يذهب لسيده إلا حين يدعوه !

مع ما يدرك من الأجور العظيمة والحسنات الكريمة لمن يبادر إلى الصلوات من أجر الرباط في سبيل الله ، ودعاء الملائكة ، واستجابة الدعاء ، وكثرة التوفيق للذكر والرد على سلام المؤمنين الداخلين إلى المسجد ، مع ما يترتب على المبادرة من الخشوع في الصلاة ، وهو روحها ولبّها .
فهلم إلى محراب العبادة ، لتنال من نفحات السعادة ، وتحظى بنعيم الدنيا وزيادة !!
للشيخ: عبد اللطيف الغامدي حفظه الله تعالى