إبراهيم باشا Admin
عدد المساهمات : 703 تاريخ التسجيل : 23/02/2013 الموقع : http://www.ansarsonna.com
| موضوع: تلألأ هلال ذي الحجة ... فأين المتنافسون ؟ الثلاثاء سبتمبر 06, 2016 11:06 pm | |
|
تلألأ هلال ذي الحجة ... فأين المتنافسون ؟
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .
إعداد : عبد الحميد المحيمد .
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أقسم الله سبحانه بأمر فإنه لا يقسم إلا بعظيم ، وقد أقسم بعشر ذي الحجة فقال سبحانه : (( والفجر وليال عشر )).
وهي العشر المتممة للأربعين في قوله تعالى: { وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَة وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَات رَبِّه أَرْبَعِينَ لَيْلَة } .
قال مجاهد: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)، قال: ذو القعدة، وعشر ذي الحجة.
وهذه الليالي العظيمة هي نفحات رحمة وغفران وإحسان ؛ فالأجور فيها تُضَاعَف والعمل الصالح فيها يُفَضَّل على غيره فيما سواها . ولا يمكن أن يماثل أجر العمل الصالح فيها إلا بذل الروح والمال في سبيل الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ .
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟
قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء». [أخرجه البخاري ومسلم].
وهي الأفضل والأعظم قدرًا من بين أيام الدنيا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ، يَعْنِي عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ". [حسنه الهيثمي وغيره]
وهي تنافس العشر الأواخر من رمضان فضلًا ومنزلة. سئل ابن تيمية رحمه الله عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟ فقال : " أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة. "
وسبب هذا التفاضل كما وجهه ابن القيم : أن أيام عشر ذي الحجة فيها يوم عرفة والنحر ، والعشر الأواخر فيها ليلة القدر.
والذي يتأمل تكرار هذه الغنائم والفضائل في أزمنة متعددة ، وبأجور مضاعفة يجد بأنها نفحات وهدايا ربانية جاءت يسيرة العمل ليتمكن العباد من الظفر بها واغتنامها .
نعم .. عمل يسير وأجر كبير بإذن الله، فما أجملها من مواهب وما أطيبها من أزمنة .
وإن من الأعمال الصالحة في أيام العشر: * ذبح الأضاحي قربة لله سبحانه واقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم.
وعلى المضحي أن يمسك عن شعره وأظافره بدخول أول ليلة من عشر ذي الحجة .
عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ) رواه مسلم ،
وفي رواية : ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) . والبشرة : ظاهر جلد الإنسان .
والذي ينطبق عليه الحكم هو المضحي فقط دون أهله أو وكيله أو من يباشر الذبح.
كما أنه يستحب الصوم في هذه العشر وخاصة يوم التاسع وهو يوم عرفة فقد قال صلى الله عليه وسلم:"صيامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " [رواه مسلم].
ومن الأعمال الصالحة في العشر:
التهليل والتكبير والتسبيح ، قال صلى الله عليه وسلم:" ما من أيامٍ أعْظَمُ عندَ اللهِ ولَا أَحَبُّ إلى اللهِ العملُ فيهِنَّ مِنْ أَيَّامِ العشْرِ فأَكْثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التسبيحِ والتهليلِ والتحميدِ والتكبيرِ"[صحح إسناده الهيثمي]
ومن صيغ التكبير : الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد " .
وهناك صيغة أخرى: الله أكبر .. الله أكبر . .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد " .
ويبدأ التكبير المقيد (دبر الصلوات ) من فجر يوم عرفة .
أما التكبير المطلق فيبدأ بدخول عشر ذي الحجة ،
وينتهي التكبير ( بنوعيه) عند غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق .
فهللوا وكبروا .... وأبشروا بما بشرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال: "ما أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ ، ولا كبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطُّ ، إلَّا بُشِّرَ بالجنَّةِ". [حسنه الألباني]
| |
|