إبراهيم باشا Admin
عدد المساهمات : 703 تاريخ التسجيل : 23/02/2013 الموقع : http://www.ansarsonna.com
| موضوع: اقترب شهر الرحمة .. فياليت شعري .. هل ألقاه ؟ الأحد مايو 29, 2016 10:12 pm | |
|
اقترب شهر الرحمة ..
فياليت شعري .. هل ألقاه ؟
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .
نقلًا عن / أ. خيرية الحارثي .
بسم الله الرحمن الرحيم
في كل عام قبيل اقتراب رمضان يتفتق القلب شوقًا وحنينًا للقياه ،
أما هذا العام فحرارة الشوق تلهبني ،حنينًا يتفجر في وجداني ، أضعاف أضعاف ، شوقًا ينفطر له قلبي ،
فياليت شعري .. هل ألقاه ؟
فعامنا هذا شديد الوطأة على امتنا الإسلامية في أصقاع المعمورة.
فتن متتالية قد اشتعل فتيلها ، وأحداث متلاحقة مجزرة هنا ، ومذبحة هناك ،
أوضاع متأزمة وأيام عجاف تدور دوامتها ليل نهار .
نمسي ولا ندري على ما نصبح ، ونصبح ولا ندري على ما نمسي .
ضاقت بنا الحِيَل وضعفت بنا السبل .
إخفاق إيماني وأخلاقي واجتماعي .
متغيرات جسيمه ، وانسياق إلى مظاهرة المشركين وموافقتهم .
والمتأمل في أحوال كثير من المسلمين ترى غفلة مستديمة ، وركامًا هائلًا من الاستكانة والاستهانة ، وخواءً روحي ، وضعفَ جديتهم في التعامل مع الأحداث .
وإننا - والله - وحالنا هذه لا ندري ماذا سيقضي الله لنا .
فها نحن نتلمس شهر الرحمة والدعاء ، شهر التبتل والغفران ،
ففي قلوبنا آهات مشحونة ، ولوعة مغمورة تستبشر بفيض عطايا الرحمن ،
عسى أن تهل علينا أملًا كاد أن يذوب ،
وفي جوارحنا أنين يطوق رقابنا ينتظر فرجًا من رب العالمين .
وشهر رمضان هبةٌ من الله يهبه لنا كل عام ؛ لنذرف الدموع ، و نستخرج الدعاء ، ونداوم الابتهال والافتقار إليه.
فلا تحرموا أنفسكم من خيره المبذول ، ولا تعجزوا عن الدعاء لعتق أنفسكم وأهليكم من النيران ؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لاتعجزوا عن الدعاء فإنه لايهلك مع الله أحد ) رواه مسلم .
شهر تغشى القلوب فيه الرحمة ، وتتنزل على الجوارح السكينة ، شهر التوبة ومحو السيئات ، ففي الحديث الذي رواه الطبراني -ورواته ثقات- من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا أقبل شهر رمضان يقول: (أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، ينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقي من حرم في رمضان رحمة الله عز وجل ) ز
فاشحن همتك أيها المسلم ،
وشدي السير أختي المسلمه ،
توسلوا إلى الله ، استفرغوا وسعكم عسى الله أن يحقق لنا النصر والتمكين ،
ولنكثر من حمد المعطي الكريم على ماساقه لنا من نِعَمٍ مترادفة .
احبسو أنفسكم عن الملهيات والشواغل والخبط في ظلمات الدنيا ، فلا تدنسوا شرف شهركم ، ولاتنقصوا قدره .
التمسوا النور في خشوع الصلاه والنوافل ،
ابحروا في رياض القرآن ، وعلِّقوا قلوبكم به ،؛ لتشفى صدوركم ،
أكثروا من الوضوء ؛ لينهزم الكسل ، ويتنحى الشيطان ، ولا تكن بضاعتكم التسويف والتفريط فبئس البضاعة .
احبسوا أنفسكم ، هذبوها ، وألزموها الصبر في شهر يطير كالريح ، فالأرض المليئة بالخيرات لن تنبت حبة ما لم يبذل الجهد ، تقول عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله يجتهِد في رمضانَ ما لا يجتهِد في غيره" . أخرجه مسلم .
وعن طلحة بن عبيدالله أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعًا فكان أحدهما أشدَ اجتهادًا من الآخر ،
فغزا المجتهد منهما فاستشهد ، ثم مكث الآخر بعده سنة ، ثم توفي ، قال طلحة: فرأيت في المنام بينما أنا عند باب الجنة ، إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما ، ثم خرج فأذن للذي استشهد ، ثم رجع إليَّ فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد.
فأصبح طلحة يحدث به الناس ، فعجبوا لذلك ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحدثوه الحديث ، فقال: من أي ذلك تعجبون ؟
فقالوا: يا رسول الله ، هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا ثم استشهد ، ودخل هذا الآخر الجنة قبله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة ؟
قالوا: بلى .
قال: وأدرك رمضان ، فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة ،
قالوا: بلى .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .
اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا استرحمت به رحمت أن تسلم لنا رمضان ، وتسلمنا له ، وأن تتسلمه منا متقبلًا . اللهم بارك لنا في دقائقه وثوانيه ، وارزقنا فيه لذيذ مناجاتك ، واستجب لنا فيه يامن قلت سبحانك: ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) .
واحفظ اللهم بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر وبلاء وفتنة .
| |
|